كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

دون هذا الاجتماع، فليكن الاجتماعُ في ساحة قصره المتّسعة بشارع
الفلكي، وتحدد يوم 9 1/ 2/ 926 1 م، للاجتماع في سرادقٍ نُصِبَ بساحة
القصر، وتزاحمت الوفودُ من اكثر طبقات الأمة لشهود هذا الاجتماع،
وخضَه امير الشعراء أحمد شوقي بقصيدة رنانة قال فيها: وكانَ المؤتمر
برئاسة سعد زغلول (1):
شَمْس النّهارِ تعقمي الميزانَ مِنْ (سَعْدِ) الديارِ وشيخِها النَضاحِ
مِيلي انْظريه في الئدِي كأئه (عثمانُ) عن ائم الكتابِ يلاحِي
كم تاج تضحيةِ وتاج كرامةٍ للعيْن حولَ جبينِه اللفاحِ
لئى أذانَ الصُلْحِ اؤل قائمٍ والصلحُ خُمسُ قواعدِ الإصلاحِ
سبقَ الرجالَ مُصافِحاً ومعانِقا يُمنى السماحِ، وهيكلَ الأسجاحِ
(عدلي) الجليلُ ابن الجليل من الملا والماجدُ ابن الماجد المسماحِ
يادارَ محمودٍ سلمتِ وبوركتْ أركانُك الهرميّة الصفاح
وبهذا الائتلاف بين الحزبين سهل على هيكل ان يُقابلَ سعداً، وأن
يخوضَا في شجونٍ من القول سياسية وأدبية، وقد صَورَ الدكتور هيكل
انطباعاته الصادقة نحو الزعيم في اكثر من موضع من مقالاته المتشعبة،
مما يدذ على انه كان ظامئاً لمجلسه، وائه يجدُ به مِنْ متعِ الفكر ما لا يجدُ
في مجالس نظرائه من الزعماء! إنْ كان له نظراء! يقول هيكل (2):
"لم تكنْ لي بالرجل قبلَ ذلك صلةٌ شخصية، فلما التقيْثا في المرات
الأولى أُعجبتُ بما عليه الرجل من مقدرةٍ وذكاءِ، لقد تحدّث الناسُ عنه
(1) ا لشوقيا ت: 2/ 4 5 1
(2) مذكرات في السياصة المصرية: 1/ 4 5 2.
37

الصفحة 37