كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

المرتسمة لمثل هذه الوزارة؟
قلتُ وقد زاد بي التعجبُ: كيف هذا؟ إ إنني لااكاد أصذقُ ما اسمع!
وكان جوابه إذن، فلنذكر الأسماء، تفضّل
قلتُ: دَولتكم.
قال: شكراَ لأني حاضر امامك، ئم مَنْ؟
قلتُ: عدلي باشا، ورشدي باشا، وئروت باشا.
قال: حَسَنْ، اربعة، ثم مَنْ؟
قلت: إسماعيل صدقي باشا.
قال: نزلنا إلى الدرجة الثانية.
قلتُ في دهشة: صدقي باشا من الدرجة الثانية، كلاّ يا دولة الباشا.
قال: لا بأس، علشان خاطرك، ئم مَنْ؟
قلت: وماذا عساي اقول وقد وضَعتَ صدفي باشا في الدرجة
الثانية، ومع ذلك فدولتكم اعرفُ برجال البلد مني، وتستطيع ان تكمل
العدد.
فقال: انت تعرفهم كما اعرفهم، وتكتب عنهم كل يومِ، وتزنُ
اعمالهم!
دار الحديث على هذا النحو، ولقد خرجتُ من عنده، وانا في حيرةِ
اي حيرةِ لما سمعتُ، تُرى لو انني ذكرتُ له اسميْ صديقيه القديمين،
عبد العزيز فهمي، ولطفي السيد، افكان يقول عنهما ما قاله عن صدقي
باشا".
40

الصفحة 40