كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

وإذا هذا الذي كانَ على كلِّ لسانٍ وفي كلِّ نفسٍ في مصر، وفي غيرِ مصر
من بلادِ العالم كلِّه، إذا سعد زغلول قد طوى الموت صحيفته، وإذا كل
الأنظارِ التي كانت تتطفعُ إليه بالرجاء لم يبقَ لها إلا أن تتطفعَ إلى السماء
راجيةً في رحمة الله ومغفرته العزاء ".
وتمضي اللهفة الشاجية حتى تشملَ المقال بأجمعه، وتمزُ ثلاثة
أيام، وتصدر (السياسة) الأسبوعية (1) وفي صدرها كلمة ثانية في تأبين
الراحل العظيم بقلم الدكتور هيكل! لو كانت المسألة مسألة مجاملة حزبية
لاكتفى الرجل بكلمته الأولى، ولنقلها إلى (السياسة) الأسبوعية كما نقل
كلمات العقاد والمازني ومحرر جريدة (الأخبار) ولكته بكى الفقيد بكاءً
مؤثراً، وصل به ما انقطع من حديث (السياسة) اليومية، واضاف إلى
الكاتب صنيعَ المؤزخٍ حين تحدثَ عن أدوار سعد في الحياة طالباً فمحامياً
فقاضياً فوزيراً فزعيما، حديثَ ذي البصر الكاشف، والذهن المستوعب،
والخاطر اللماح.
هذا بعضُ ما يقال عن سعد في مراَة الدكتور هيكل، وقد فاتني من
حديث ما أتركه لمقام اَخر لؤ أُتيح.
!!!
(1) السياسة الأسبوعية 27 أغسطس - آب سنة 927 1.
43

الصفحة 43