كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

المقدمة
اذكر ان الأستاذ المؤرخ الشهير (محمد شفيق غربال) تحدث عق
الدكتور (محمد حسين هيكل) حديثاً ضافياً في الكلمة التي ألقاها عنه في
حفلة استقباله بمجمع اللغة العربية، إذ كان خلفاً له في مفعده بالمجمع،
وقد نُشرت كلمتُه بالجزء الرابع عشر من (مجلة المجمع) الذي صدر في
سنة 962 ام، وقد استغرقت اكثر من عشرين صفحة من القطع الكبير،
تحدث فيها عن مقالات الدكتور هيكل، ومؤلفاته الأدبية والتاريخية. ئم
خصنَ مؤلفاته الإسلامية جميعها بستة اسطر قال فيها: "ومن القراء من
يمدحُ تلك الكتب بما ليسَ فيها، هؤلاء يظنون إتهم يرفعون مِنْ شأنها إذا
زعموا أنّها تحقيق علمي، كما كان جمالُ العاطفة احطَ قدراَ في نظرِهم من
التحقيق العلمي ".
ومعنى هذا الكلام ان كتب هيكك الإسلامية ليست من التحقيق
العلميئ في شيء. هائما هي تصوّر جمالَ العاطفة فقط! وأنا اعجبُ كيف
مز هذا القولُ على الملأ من سامعيه، وهم اعضاء المجمع، دون ان يعقبَ
عليه معقبٌ بما يكشف عُوارَه الفاضح، ولعفهم جاملوه إذا لم يشاؤوا أ ن
يصدموه في اول لفائه بتسزعه العاجل.
وإذا كانت هذه الكتب - في رايه - تخلو من التحقيق العلمي، وتعتمدُ
على جمال العاطفة وحدَها، فلِمَ لم يكتب صفحةَ واحدةَ من الصفحات
العشرين في توضيح ذلك. وقد تعزض لكتاباتٍ لم تصل إلى مستوى هذه
الكتب فأفاضَ في الحديث عنها!.

الصفحة 5