كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

الى الفكر الإسلامي
حين اتجه الدكتور هيكل إلى معالجة البحوث الإسلامية، وفي
مقدمتها كتابه الخالد (حياة محمد) لم يُطق العلمانيّون صبراً على هذه
الشجاعة الحرّة التي بعثت كاتبأ عرف الحقيقة بعد بحثٍ وتمحيص بَعثتهُ
إلى أنْ يكون جُنديأ من جنود الفكر الإسلامي، باذلاً جهده الجاهد في
الحديث عن مبادى الإسلام وأبطاله، فأَطَالوا الفجاج حولَ هذا التحوّل
الباهر، واختَلقُوا من الأوهام ما قَدْ دَفَعْتُهُ دفعأ في مقالاتي المتعَدّدة عن
الدكتور هيكل، ومِنْ بينها ما كتبتُه في كتابي (النهضة الإسلامية من سير
أعلامها المعاصرين) حيث قلتُ ما استريح الان لنقله إذ دَعَا السّياقُ
التحليلي إلى تَرديده مُجابهةً لقوم ينكرونَ الحقائق اشدّ ما تكونُ سطوعأ
أمامَ العيون فزعمُوا أنَ الكسب المادّي، والرّواج الشعبيَّ بِكُتُبِ السيرة هو
دَافِعُه إلى كتابةِ سيرة الرسول -لجرِو! ويالهُ من زعم رخيصٍ! لقد قُلت (1):
"لقد كانَ الدكتور هيكل زعيمأ من زعماء الأدب في عصره، وكانَ
اسمه يسير سير الشمس في الشرق العربي، قبل أن يتّجه إلى دراسة التاريخ
الإسلامي، فكَيف يحرصُ على الرّواج والاشتهار من انتشر صيتُه، وقام
على تحرير أكبرِ صحيفةٍ ادبئةٍ في عصره؟ كيف يتطلّب المكسب الماديّ،
ومكانتُه في السياسة اليومية، ومن حِزْبه السياسي، ومِن رواج مؤلّفاته مما
(1) النهضة الإسلامية: 1/ 91 4 وما يليها، هدار القلم بدمشق.
54

الصفحة 54