كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

لقد قرأتُ هذ الكلام فى حينه، وعوّلت على أن أنسفه نسفاً بالبراهين
الدالّة. ولكني وجدتُ الراي الأدبيئَ العام لايعير كلام الأستاذ محمد شفيق
غربال التفاتاً، فما نقله أحدٌ في حديث عن الدكتور هيكل، مع كثرة ما كتب
عنه من دراسات جامعية، ومؤلفات شخصيّة! وهنا تباطأتُ في الرد،
وقلت: كل اَتٍ قريب.
ثم هاتفني أخي الأستاذ الجليل محمد علي دولة طالباً أن أكتبَ عن
الدكتور هيكل كتاباً يحفل اتجاهه ا لإسلامي في كتبه الذائعة تحليلاً يكشفُ
عن الهدف والمرمى والأسلوب! فقلتُ: لقد اَنَ أن أتحدّثَ عن الرجل،
فلا مجالَ للإبطاء، وعدتُ إلى اثاره، ولم تكن بعيدةً عني، فأنا أعتادها
على فترات متقاربة، لأشبعَ رغبةً نفسيةً في استجلاءِ هذ 5 الصحائف
الخالدة في التاريخ الإسلاميئ المجيد.
وقد تعمّدتُ أن أفسحَ القول في كتبه هذه، فأفيضَ في حديثه عن
الرسول لمجي! وصحابته الأكرمين، وعن آرائه في القضايا الإسلامية، التي
أثيرت في عصره، ولكن الاكتفاء بذلك لا يقدم صورةً وافيةً عن الزجل،
لذلك رأيتُ ان أتحدّثَ عن مؤلفاته الأخرى، وأعرضَ جهادهُ في ا لأدب،
والصحافة، والقصّة، والنقد، بما يعطي القارئ فكرةً - ولو موجزةً - عن
هذا الباحث العملاق.
كما اشرتُ إلى تطوره الفكري في حياته السعيدة، حيثُ انتقل من
اتجاهٍ إلى اتجاهٍ، وهذا مفا يُحمد له، لأن طالبَ الحقيقة لا يجدها قريبةً
منه دائماً، بل لا بدَ ان يدابَ بحثاً عنها، وقد بحث الزَجلُ عن الحقيقة،
ولم يطمئن للراحة في يوم من أيام عمره، فلقا اجتلاها بهره النور،
وتحدّث بما مَن عليه الله به من توفيق ونجاح.

الصفحة 6