كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

عصر النبوة، وهُنا جلجل ا لدكتور محمد حسين هيكل بمعارضته ا لصارخة،
وقال محارباَ هذا الاتجاه: لقد قال الدكتور طه حسين في مقدمة على
هامش السيرة:
"انا أعلمُ انّ قوماَ سيضيقون بهذا الكتاب، لأنهم محدئون يكبِرون
العقل، ولايثقون إلا به، وهم لذلك يضيقون بكثير من الأخبار والأحاديث
التي لا يُسيغها العقل ولا يرضاها، وهم يشكون ويعلنون الشكوى حين
يرون كلف الشعب بهذه الأخبار، وهؤلاء سيضيقون بالكتاب بعض
الشيء، لأنهم سيقرؤون فيه طائفة من الأخبار والأحاديث التي تصبو
نفوسهم لحربها ومحوها من نفوس الناس، واحمث ان يعلمَ هؤلاء ا ن
العقلَ ليس كل شيء، وأن للناس ملكاتِ اخرى ليست اقلَ حاجة إلى
الغذاء من العقل، وأن هذه الأخبار والأحاديث إذا لم يطمئن إليها العقل،
ولم يرها تستقز لها أساليب التفكير العلمي، فإنّ في قلوب الناس وشعورهم
وعواطفهم وخيالهم، وميلهم إلى ال! ذاجة، واستراحتهم إليها من جُهد
الحياة، ما يُحتب إليهم هذه الأخبار، ويرغبهم فيها، ويدفعهم إلى ا ن
يلتمسوا عندها الترفيه عن النفس حين تشقّ عليهم الحياة ".
هذا ما قاله الدكتور طه، أما الدكتور هيكل فقد عارضَ ذلك مُشتذاَ
بعد ان ذكر ما قاله طه في المقدمة ليبيق للقزاء وجهة الخلاف، ومِن أدب
الناقد ان يعرضَ قولَ المنقود نفسِه ب! سهاب ورحابة صدر كيلا يغرر
بالقارئ في بعض ما يقول، وهذا ما اذاه الدكتور هيكل في امانةِ، لأنه
كتب صحيفتين متتاليتين في إيضاحِ وجهة نظر صاحبه، ثم عقبَ عليها بما
ننقل بعضه حين قال (1):
(1) من كتاب المعارك الأدبية، للأستاذ أنور الجدي، ص 52 1.
69

الصفحة 69