كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

وحين ظهرت الطبعة الأولى من (حياة محمد) عيه! أخذ بعضُ
الناقدين على المؤلف اقتصاره على المعجزة العقلية دون المعجزة
الكونية! وكان هذا الماخذ مدعاة أخذ ور 3 بين الناقدين، وقد أشار إليه
المؤلف في مقدمة الطبعة الثانية، ونقل ما قال صاحب (المنار) بصدده،
إذ تعرّض السيد محمد رشيد رضا إلى هذه المسألة فقال فيما رواه عنه
المؤلف (1):
" أهم ما ينكره الأزهريون والطرقيوّن على هيكل مسألة المعجزات
أو خوارق العادات، وقد حررتّها في كتاب (الوحي المحمدي) من جميع
نواحيها ومطاويها في الفصل الثاني، وفي المقصد الثاني من الفصل
الخامس بما اثبت به ان القراَن وحده هو حجة الله القطعية على ثبوت نبوة
محمد - لمجيم - بالذات، ونبوة غيره مق الأنبياء واَياتهم بشهادته لا يمكن
في عصرنا إئبات اَية إلا بها ".
ومعنى هذا الكلام أنّ معجزاب الأنبياء مثل: (انقلاب العصا حية)
لدى موسى - عليه السلام - (وإحياء الميت) لدى عيسى - عليه السلام -
و (انشقاق القمر) لدى محمد - بم! ي! - لا يؤمنُ بها إلا مَنْ راَها في عصرها،
أما التّالون المتتابعون من بني البشر فلا بد لهم من حجة دائمة تقنع من كان
له عقل، وهذه الحجة لا بد أن تكون عقلية يدركها التأمل الفاحص، والفكر
المستنير، والقرآن هو الحجة البالغة في كلِّ عصر، وهو الاية الشاهدة
بصدق النبوة في كل جيل، فإذا احتفل به هيكل دون المعجزات الكونية
التي لا ينكرها، ولكن يعلم أن آثارها قد ذهبت بذهاب عصرها، فهو يأتي
(1) حياة محمد، ص 52، طبعة ثانية.
83

الصفحة 83