كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

الأمرَ من بابه، إذ يتجه بكلامه إلى من لا يصدقون غيرَ ما يتصؤرون.
وانا من وجهة نظري الشخصية، التي اميلُ إليها بعد قراءة ما تتالى
من الأخذ والرد حول هذه الخوارق الحقيقية لا اراني اؤيد وجهة نظر
الدكتور هيكل في ا لارتكاز على العقل وحده، وإن كان هدفُه إقناع الخصوم
من الأعداء، لأنَّ هؤلاء الخصوم في صميم اعتقادهم يرون انَّ العقل
بحيّزه الضيق لا يقدر على الاحتكام وحده في امور كثيرة دون مساعدة
الإلهام، وهم لذلك يؤمنون بمعجزات من سبق محمداً -بمنَيح - من الأنبياء،
ويعلمون تمام العلم انَّ مقدرةَ العقل البشري محدود، لا تتجاوز نطاقها
المعلوم. وللعقل مصادره التي يعتمد عليها من الحواس والمقروءات
والمسموعالت، ولكنّ الحواس لا تعرف شيئاً عقا وراء الغيب، او ما يقال
عنه وراء المادة، وكذلك المقروء والمسموع مما ينتهي إلى المشاهد
المنظور، ما لم يأتِ به نبي بوحي من عند الله، فيكشف الأسدال عما
لا تدركه الحواس، ولا يحيط به المفروء والمسموع.
وقد مزت قرون كثيرة على تأكيد نظريات علمية يؤمِنُ بها العلماء
أشذَ العلم، لأنها مرتكزة على ادلة يؤيدها العقل الطاهر بفياسه الواضح،
ثم جدّ من المكتشفات ما جعل هذه النظريات اساطير يرمى بها في سجل
التفكير البدائي، مع انها تُعزى لرؤوس مفكرة ذات ثقل رصين في ميزان
التفكير الإنساني، فهل كان الاعتمادُ على العقل وحده طيلة هذه القرون
التي آمن اصحابها بالنظريات العلمية الباطلة كافياَ لتقرير الحقيقة على
وجهها الأكيد.
إن الأفضل للباحثين في المعجزاب ان يعلموا أئها تتصل بقدرة الله
- عز وجل - وقدرةُ الله فوق ما تحتمله العقول، فاذا سفمنا بقدرة الله على
نحو لا يقفُ امامه حائِلٌ معجزٌ، فلنا أن نسفم عقلاَ بك!! معجزة ييسرها
84

الصفحة 84