كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

الله لنبيه الكريم!، وهذا التسليم وحده ضرلب من ضروب الفكر الصحيح.
وليس إيماناَ اعمى يفقد الدليل، لأن الفكرَ الصحيحَ يعترف بقدرة فاطر
السماوات والأرض، وفالق الحب والنوى، ومرسل السحاب بالرحمة
والحياة، وخالق الإنسان من طين لازب، هذه القدربر القادر؟ لا يعجِزُها أ ن
تيسر انشقاق القمر، آو أن تمدْ الجيشَ الإسلامي بجنودِ من الملائكة، أو أ ن
نرسل على الأعداء طيراً أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، فيكونوا
كالعصف المكول (1).
في اعتقادي ان الدكتور محمد حسين هيكل - رحمه الله - لا ينكر
شيئاَ من هذه الخوارق، ولكنّه يحاول إقناع قوم يجعلون إنكارها إنكاراً
لنبوة محمد ع! يم، فيقول لهم: " لنفرض جدلاَ أنّها لم تحدث ولم تقع! اما
يكفي نجاحه وتوفيقه في اداءِ رسالة الإسلام لثبوت هذه النبوّة، ثم الا
يكفي القران الكريم بإعجازه المبين ".
يقع كتاب (حياة محمد) في ستمئة صفحة تشمل واحداً وئلاثين
فصلاً غير مقدمتين كبيرتين، وخاتمة في مبحثين جيدين عن الحضارة
ا لإسلامية، وموقف المستشرقين منها.
وإذا كان للبيان الديني في عصرنا هذا أنموذجٌ يُحتذى، فإنّ بيان
هيكل في (حياة محمد) من نماذج الأسلوب الأدبي للدراسات الإنسانية،
إذ يسوق حقائقه التاريخية في نسجٍ متينٍ قوفيَ الأسرِ، بالغِ النفاذ، وإذا
استطاعت عاطفته الدينية أن تتوهّج في سطوع في كثير من مواقف البطولة
(1)
المعجزه هي فعل الله تعالى وليس فعل من حدثت على يديه، وقدرة الله تعالى
لاحدود لها، وليس في المعجزاب ما يستحيل عفلاَ وقوعه 0 0. (الناشر) =
85

الصفحة 85