كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

في منزل الوحي
قارئ كتاب (حياة محمد) عنَي! يحتاج إلى أن يتئمَ حديثَ رسول الله
ع! م! م بقراءة كتاب (في منزل الوحي) لأن السيرة النبوية المطهرة تتصل
اتصالاً عضوياً بهذين الكتابين، والفرق بينهما انَ الحديث عن الرسول! ي!
في كتاب (حياة محمد) ع! ي! موضوعيئٌ، بمعنى انّ المؤلف قد خَلُص إلى
المصادر التاريخية يستنبئها اليقين، حتى إذا اكتمل له ما اراده، افرغ
ما انتهى إليه في دراسة منهجية لها حَدوُدُها العلمية، التي لاتسمحُ للكاتب
ان يُغيّر فيها أو يبدّل، وإذا تجلّت عواطفه الدافقة في التعّقيب والتحليل،
فذلك ثمرةُ هذه الدراسة الموضوعئة ذاتِ المنهج المحدد.
اما (في منزل الوحي) فكتابٌ ذاتي اكثر منه موضوعياً، لأن فكرته
الأولى هي وصفُ الرحلة الحبيبة إلى ديار رسول الله لمجي!، فخواطرُ الزائرُ
المشوق ترفرفُ على قلمه، فتتيحُ له من الأشواق والمواجدِ ما لا تُتيحُه
مصادِرُ التاريخ، فإذا ألئمَ بالحدثِ التاريخي حين يزور موقعه المكانيئ فهو
إلمامٌ تزدحم فيه المشاعر المؤمنة، وتنطلِقُ الأشواق الحبيسة إلى ابعد
مُرمًى تصل إليه، ومن هنا كانت قراءةُ الكتابين ضرورتة للقارئ المؤمن،
فإذا غَذت (حياةُ محمد) عنيم عفله، فإن كتاب (في منزل الوحي) يُحيي
وجدانه، وليس معنى هذا إقامة الفوارق الحائلة بين كتابٍ وكتابٍ،
فللعاطفة مكانُها الفسيح في كتاب (حياة محمد) ىلمجي! وللعقل مكانُه المطممن
في كتاب (في منزل الوحي)، ولكنّ معناهُ ان الروح العلمية اظهرُ في
96

الصفحة 96