كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

الكتاب الأؤل، والانسياب العاطفي أوضحُ في الكتاب الثاني.
والحق ان المؤلف الكبير قد شعر في أطواء نفسِه بعد كتابة (حياة
محمد) ع! رِو أنَ شيئاً كثيراً من سيرة الرسول بمنَرِر لم يُقلْ، وأن هذا الشيء
لا يتئم تسطيره إلآ بعد زيارة مهبط الوحي الشريف، وليس ما أقولُه تخميناً
اوحت به قراءتي الخاصة، وإنما هو واقع فعقي عئر عنه الكاتب الكبير
حين قال (1):
"شعرتُ اَخر الأمر أنني سأظل ينقصني جوهرُ ما أبحثُ عنه إذا لم
اذهبْ إلى بلاد النبيئ العربيئ عنيم بنفسي، ولم اقفْ حيثُ وقفَ فيما مزَ به
من ادْوار حياته، ولم امفد لذلك في حُدود الطاقة بالبيئة العامة التي نشأ
فيها، وإئما كنتُ أفكر في هذا لأتئمَ به بحوثي في السيرة، فأفا أن أجعله
موضوعَ كتاب مستقل فذلك ما لم يدُر بخلَدي باديَ الرأي، فلقَا ذهبتُ
إلى الحجاز، وً تجولت فيه، تبئنتُ أن ما قمت به من بحوث يتعدى السيرة
إلى عُصور إسلامية كثيرة، ويمتد إلى عصرنا الحاضر، لذلك رأيتُ من
الخير أن أطالع القزاء بكتاب مُستقل يتناول ما رأيتُ، ويتناولُ ما أحسستُ
به حين كَرَرتُ بالزمن راجعاً إلى عهد الرسول "لمجي!، وما كان بعد ذلك،
من حياة المسلمين في عهدهم الأؤل، ئم ما اصاب البلاد الإسلامية
المقدّسة بعد ذلك إلى وقتنا الحاضر مع الإشارة الموجزة إلى ما ارجو أن
يكونَ القدرُ خطه في لوحه لهذه البلاد العربية يوم ينصر الله دينه على الدين
كفه ".
وإذنْ فالتعريف بالجزيرة العربية في القديم والحديث من أهداف
(1) في منزل الوحي، ص 0 1.
97

الصفحة 97