كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

الرحلة التي خطها الكاتب، وَوفْقَ هذا الهدف جاءَ كتابُه القيم في ستة
فصول بين المقدمة والخاتمة، فتحدّث في الباب الأول عنْ عزم السفر إلى
مكة، وعن الميناء الذي انتهتْ إليه الباخرة، وعن العمرة بمكة، ووففةِ
عرفاب، وعنْ أيام التشريق، كما يتحدّث في الباب الثاني عن البلد الحرام
وعن (عبد العزيز اَل السعود) عاهل الحرمين، وعن الجمعة في الحرم،
وعن مشهد الكعبة يوم الحجّ الأكبر، وعن اَثار مكّة المتمثلة في غارِ حِراء،
وغارِ ثور وغيرهما.
امّا الباب الثالث فخاصقٌ بالطائف واَثارها، وقد تحدّث الكاتبُ عنْ
أسواق العرب بما لم يتحدّثْ به احدٌ من قبله (1). لأنّ كتاب الأستاذ (محمد
سعيد الأفغاني) (أسواق العرب) لم يكُنْ قد ظهر بعدُ، حيثُ استكمل كل
ما يمكن ان يقال عن هذه الأسواق.
وفي الباب الرابع تحدّث عما بين الحرمين المكي والمدني من
مشاهد، وهو حديثط موجزَ بطبيعة موضوعه.
أمّا الباب الخامس فخاصّ بمدينة الرسول! ي! وهو اقوى أبواب
الكتاب تحليلاً واستيعاباً ووصفاً، إذا أفاضَ في حديثه عن المسجد
النبوي، والمدينة الحديثة، واَثار المدينة القديمة، وجنّةِ البقيع، وقبر
حمزة سيد الشهداء رحمه الله، كما كانت وقفتُه الشاعرة أمام الحجرة
النبوية الشريفة من انفسِ ما قال الكُتّاب في هذا الصدد، متنقلاً إلى الكلام
عن ظاهر المدينة وزيارة الوداع.
(1)
قد سبقه إلى ذلك الأستاذ خير الدين الزركلي في كتابه (ما سمعتُ وما رأيت)
ط. القاهرة 4 92 1، والأمير شكيب ارسلان في رحلته الحجازية (الارتسامات
اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف) ط. المنار 9 92 1. (الناشر)
98

الصفحة 98