كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

وجاء الباب السادس والأخير ليتحدث عن بدر وممهدائها، وعن
أوبة الرضا، منتهياً إلى الخاتمة، وهي ذاتُ شأن في إيضاح مستقبل
الإسلام، وما يقوم في وجهه من العواثير، ومن الواجب أن تكونَ موضع
دراسة مستوفاة لدى من يهتمون بهذه الشؤون، وهذا العرضُ السريع
لأبواب الكتاب يدذ دِلالةً على محتواه، يدلّ دلالةًالعُنوان فحسب، لأن
ماتحتَ العنوان من الخواطر المُؤمنة لج زاخر مواج، يهز النفس بجيشانه،
وتدفّقه واصطفاقه.
وسأحاولُ في حديئي عن هذا الكتاب بالذات ان أتكئ على المؤلف
حين أنقل بعضَ خواطره، لأصل بينه وبين قارئ هذه الصفحات عن طريقٍ
مباشرةٍ يدفعه إلى استيعاب هذا الكتاب الجليل، لأته لم يأخذْ حقّه من
التحليل المُشبع كما حظي بذلك كتاب (حياة محمد) ع! يد بل وَجَد من
انتقصَه لقصورٍ في ذات الناقد، حيثُ لم يستطع أن يُحلِّق في أفقه الرحب
بجناحه الضعيف، ثم هو لا يعلم من امر ضعفه ما يعلمه اُولُو العلم،
فتطاول واستَعْلى استعلاءً، كأنه موضع الرحمة من قارِئه الحصيف، ومما
يدّل اعى ان هذا الكتاب لم يأخذْ حظه من التنويه انّ الإمام الأكبر الأستاذ
(محمد مصطفى المراغي) كتب عنه كلمةً ممتازة نُشرت بمجلة (الإسلام):
937 1 م، وهي مجلة محدودةُ الانتشار فلم تُؤع كلمتُه الممتازة على اوسع
نطاق كما ذاعتْ كلمتُه الرائعة عن كتاب (حياة محمد) عنير حين جُعلت
مقدمةً للكتاب، فسارت كلَ مسار، وتناقلها اهلُ العلم مقدّرين!.
ولعل من توفيق الله للكاتب انَّ رحلة الحج قد جاءتْ عقب تأليف
كتابه (حياة محمد) ع! م لأثها لو جاءتْ قبله ما كانت تسمجُ لخواطره
المثقّفة الدارسة ان تجيشَ هذا الجيشان، لأنّ ما علمه قبلُ من أحداث
99

الصفحة 99