الآخر: في اثار جماعة من الصحابة وبعض التابعين لهم ب! حسان
رضي الله عنهم اجمعين.
جرى ابن الأثير على ان يورد الحديث كاملاَ، ثم يذكر في اخره من
اخرجه من علماء الحديث والغريب، ويعقب بما قيل في الحديث جرحأ
وتعديلاَ وقبولاَ ورداَ، وقد تغيا من وضع هذا الكتاب غاية لغوية، من معانِ
واشتقاق ودَلالات. على انه قد يشرح بعض الأحاديث لا لغريب الفاظها،
بل لإشكال في معناها، ومنه أيضأ توفيقه بين الأحاديث التي تبدو
متعارضة.
وفي ذلك يقول ابن الأثير: " ونحن اخترنا من الالوال ما كان اكثر
الفا ظه غريبأ، على اي حالَيْه كا ن، بعيداَ او قريبأ، توخيأ للحفظ والتناجي،
وبلاغأ للأمل والراجي، ولم نستقصِ في جمع ا لأحاديث وا لاستكثار منها،
خوف الضجر والملل، وهربأ من الوقوع في الخطأ والزلَل، فاقتصرنا على
الأحاديث والآثار المشهورة في كتب الحديث والغريب، واستفصينا شرح
ما اخترناه منها، وبسطنا القول في إيضاح ما شَذ من وجوه التأويل عنها،
وجمعنا بين اقاويل مَنْ تقدم من العلماء وسَتق من الفضلاء في شرحها
وتفسيرها، وتبيين معانيها وتقريرها، وأضفنا إليه ما عسى أن يكون غُفِل
عنه او لم يُبْلغ الغرض منه. . " (1).
وهذا الكتاب من امتع المؤلفات في موضوعه.
والفرق بين (النهاية) و (منال الطالب) وكلاهما لابن الأثير، انه في
الأول رئب فيه الغريب على حروف المعجم، وانتزع من الحديث الجزء
(1) مقدمة المؤلف، ص 4.
102