كتاب محمود الطناحي عالم العربية وعاشق التراث

والتذنيب)، ورزق النهاية الحُظْوَة والقبول عند الناس، وغالَت شهرته
على كل كتاب صئف في غريب الحديث.
وقد أدار كتابه - أول الأمر - على الجمع بين كتاب (الغريبين - غريبي
القراَن والحديث - للهروي) وبين كتاب (المغيث في غريب القراَن
والحديث) لأبي موسى محمد بن أبي بكر المديني الأصفهاني، وشرع في
جمع ما فيهما من غريب الحديث مجزدأ من غريب القراَن، وإضافة كل
كلمة إلى أختها في بابها تسهيلأ لكلفة الطلب، فوجد أنهما قد فاتهما الكثير
ا لوافر.
فتتئع كتب السنة واللغة على اختلافها، واستقراها واستقصاها،
فأضاف إليهما ما عثر عليه من الغرائب في حروفها ونظائرها وأمثالها.
وكتاب (ا لنهاية) أشهر كتب ابن الأئير على ا لإطلاق، ونَهَج في تأليف
كتابه على انتزاع الأحاديث المُشْتَملة على الغريب، ونشَقها على حروف
المعجم، ثم شرحها، وهذه الطريقة أقرب تناولأ وأيسر سبيلأ، وهي اجدى
نفعأفي الدراسات اللغوية، حيث تفيد في تتبع اللفظ ومعرفة دَوَرَانه وتطؤره
الدلالي، وقد رزق كتابه الحظوة والقبول لسهولة مأخذه، وقُرب تناوله،
وقد اقتضته هذه السهولة أن يذكر بعض كلمات الحديث مع ظاهر لفطها
دون ان يُجزدَها من الزوائد.
غير انه يشير إلى ذلك في مقدمة كتابه ويعفله بقوله ص 1 1: ". . . إلا
أني وجدت في الحديث كلمات كثيرة في أوائلها حروف زائدة، قد بنيت
الكلمة عليها حتى صارت كأنها من نفسها، وكان يُلْتبَسُ موضعها الأصلي
على طالبها، لا سيّما وأكثر طلبة الحديث لا يكادون يفزقون بين الأصلي
والزائد، فرايت أن اثبتها في باب الحرف الذي هو في أولها وإن لم يكن
108

الصفحة 108