كتاب محمود الطناحي عالم العربية وعاشق التراث

وقد ظهرت ثقافة ابن الأثير المتعددة الجوانب في كتابه النهاية، فهو
لم يقف عند حدود المادة اللغوية في شرح غريب الحديث والأثر، فنر 51
يناقش مسائل فقهية، ويثير قضايا صَرْفئة، ويحاول التوفيق بين الأحاديث
المتعارضة في الظاهر، كل أولئك في إيجاز وافٍ بليغ.
منهاج التحقيق:
اعتمد المحققان في التحقيق على طبعة المطبعة العثمانية
المطبوعة عام 1 131 هـ، وهي أدق الطبعات الثلاث للكتاب، وتقع في
أربعة أجزاء وعلى هامشها (الدر النثير) للسيوطي، تلخيص النهاية،
وهي بتصحيح عبد العزيز بن إسماعيل الأنصاري الطهطاوي.
وعذَا هذه الطبعة أصلاً، وأفادا من التقييدات وفروق النسخ التي
ذكرت بهامش الطبعة (1)، وذكراها مَعْزؤة، ورجعا إلى مخطوطة دار
الكتب المصرية، واستعانا بكتاب (الغريبين) للهروي (نسخة دار
الكتب)، و (الفائق) للزمخشري، والسان العرب) و (تاج العروس)
و (جامع الأصول) لابن الأثير الذي يحفل بغريب الحديث، ويفرد له
شرحأ في اَخر كل كتاب، وحيث أشكل مَتْن الحديث رجعا إلى كتب
السنة، على أن اهتمامهما انحصر في ضبط المادة اللغوية بالاحتكام إلى
المعاجم في كل صغيرة وكبيرة.
(1) انظر ما سلف ص 93.
ع!!!
110
(الناشر)

الصفحة 110