كتاب محمود الطناحي عالم العربية وعاشق التراث

الفصل الأول لمحات من حياته
محمود الطناحي احد أعلام اللغة العربية، مَلَكَ ناصِيتها لغة ونحواً
وبلاغة وادبأ، وواحد من الطبفة العليا من المحفقين الأثبات.
ورائد من الرواد الذين خدموا التراث النحوي واحثوه، وامضى
سنيئ عمره في تعليم أصوله وتحفيقه، ووارث المدرسة الشاكرية (محمود
محمد شاكر) وحامل لوائها، كان الطناحي من أجا تلاميذه ومريديه
إليه، وأكثرهم ملازمة له، ومعرفة بعلمه، وإحاطة بمناهجه.
برع في علم المخطوطات قراءة ومعرفة، وانتقاء وفهرسأ ووصفأ،
وجود في تحقيق المخطوطات، وأفنى عمره ناشراً فضائل التراث، مدافعأ
عن العلم والعلماء. واطاب بذلك ذكره.
سبحان الله العظيم! كيف جمعت الأقدار بينه وبين شيخَيه في
المخطوطات: محمد رشاد عبد المطلب، وفؤاد سيد. فشاء الله ان يموتا
- لْجأة -بإصابة قلبية، وهما في شعلة النشاط والقوة، وكانا في نحو الستين
من العمر.
وكيف جمعت الاقدار بين موته وموت رفيق دربه في التحصيل
والتحقيق: الدكتور عبد الفتاح الحلو، فاختار الله الحلو إلى جواره،
والضرْب يعمدون في المسلمين بالبوسنة والهرسك قتلاً وتهجيراً، واعتداء
15

الصفحة 15