كتاب محمود الطناحي عالم العربية وعاشق التراث

على الأعراض والأموال، وعندما دُعي الطناحي فأجاب، كان الصرب
ينكلون بالمسلمين في إقليم كوسوفو على نحو ما فعلوه بالبوسنة
والهرسك. فكان موتهما زيادة في الأسى، وحسرة في القلوب.
أما الملامح البارزة في حياة الطناحي ومفتاح شخصيته، فأنقلها
مما كتبه الأستاذ أحمد عبد الرحيم في كتاب محمود الطناحي ذكرى لن
تغيب، ص 13 - 4 1 بتصرف يسير.
1 - التاكيد على قيمة اللغة في حياة الأمة، فقد تمركزت حياته على
محور اللغة. . . وهذا من منطلق إيمانه بأن اللغة هي وعاء الحضارة وكون
الاهتمام باللغة - في كل مجال - بداية النهضة الحقيقية للأمة، وأسّ بنيانها
كله، فبسلامة اللغة تسلم للأمة هويتها، وتمتاز بشخصيتها، بل إن وجودها
نفسه رهن بحال اللغة فيها، وحال أهلها معها، ودع عنك كون اللغة العربية
مجلى ظهور الكلام ا لإلهي ا لأسمى في القرآ ن العظيم، وهذا معنى جدير ا ن
يحمل كل مسلم صادق على محبة هذه اللغة الشريفة، والعمل بكل سبيل
على صيانتها ومراعاتها، فهذا باب من محبة الله ورسوله ىيخيم.
2 - تعلّق الفقيد بتراث الأمة الخالد تعفُقأ وصل به إلى حد العشق،
وقد رَفَد هذا الجانب من شخصيته صلاتُه العميقة بأساتذة الجيل في هذا
المضمار: محمود محمد شاكر، وعبد السلام هارون، والسيد احمد
صقر، ومحمد محي الدين عبد الحميد، ومحمد رشاد عبد المطلب،
وفؤاد سيد.
وكان شديد الحرص على تدريس كتب العلم الأصيلة في ابوابها
التي حفظت شخصية الأمة وكيانها قرونأ متطاولة، التي هي جديرة بأن
تؤد! هذا الدور الآن ومستقبلاً لو تجد لها في دور العلم انصاراً.
16

الصفحة 16