ومما يتصل بهذا رفضه أن يقرر على تلامذته (مذكرة) (1) من صنعه
خشية ان يصرفهم بها عن وجه العلم الأصيل، مع أنه لا وجه للمقارنة بين
تحقيقاته وتدقيقاته العلمية وبين ما هو مفروض في أروقة الجامعات
فرضأ.
3 - دور (المشافهة) في حياة الطناحي العلمية، فسنّة العلم - لاسيما
علم امتنا الشريف - تلقّيه من أفوا 5 الشيوخ، والمزاحمة عليه بالركب،
وهذا ما حرص عليه الطناحي من لَدُنْ نعومة اظفار 5 في الارهر، ثم في
جميع أدوار حياته، وكان لا يمل من التأكيد على هذه القيمة الجليلة،
والسنّة الشريفة من سُنن أسلافنا في لقاءاته العامة، وجلساته الخاصة،
وفي كل ما يكتب ما وجد إلى ذلك سبيلاً.
قلتُ: وقرات له كلامأ جميلاً جامعأ في كتاب (مستقبل الثقافة
العربية) هذا نصه: ". . . ثم كان من فضل الله وإنعامه عليَّ أيضأ أن أتصل
بأعلام التراث وناشريه: محمود محمد شاكر، وعبد السلام هارون،
والسيد أحمد صقر، ومحمد أبو الفضل إبراهيم، وحسن كامل الصيرفي،
وهؤلاء جميعأ فتحوا لي أبوابأ من النظر، ودئوني على فوائد من الكتب،
ما كنت لأقف عليها وحدي. وهذ 5 ثمار مجالسة أهل العلم والرواية
عنهم، وهذا مما حُرِم منه شباب هذ 5 الأيام ".
مولده ونشأته وتعفمه:
هو محمود بن محمد بن علي بن محمد الطَّناحي المصري.
(1)
ولا ثكاد تخلو جامعة من ذلك. فإن لم تكن مذكرة. كان كتابأ للمدرس يفرضه
على الطلاب، فأصبح المدرس تاجراً. وباللّه نستدفع البلايا.
17