ولن تجد علمأمنها يستقل بنفسه عن النحو، او يستغني عن معونته، او يسير
بغير نُوره وهداه.
وهو وسيلة المستعرب، وسلاح اللغوي، وعماد البلاغي، واداة
المشزع والمجتهد، والمَدخل إلى العلوم العربية والإسلامية جميعأ (1).
فلا غرو ان يقف الطناحي مبينأ قيمة النحو واثره، ويشجع على
دراسته، ويذود عن حياضه، ويعزف باثاره واعلامه، ويدافع عنهم،
وينفي التُهم عنهم، وما وقع في حقهم من جور او خطأ، فهو واحد من
هذا النفر الكريم الذين احسنوا النظر في الحصاد الطيب الذي وصلنا في
ا لنحو، وعكف عليه شارحأ، ومتعقبأ وناقداً، ومضيفأ ومستدركأ.
ونراه في بعض تحقيقاته، يفمْش عن اراء النحاة، ويستخرجها،
ويردها إلى اصولها ومواضعها في امهات كتب النحو، ونرى في تحقيقه
(أمالي ابن الشجري) و (كتاب الشعر) عجبأ، إذ عمد إلى استخراج آراء في
النحو لمؤلفيهما لم تذكر من قبل، أو رد أقوالاً إلى أصحابها وكانت من
قبل مجهولة النسب، وقد يرذُ أقوالاً بأقوالٍ أخرى.
ففي (امالي ابن الشجري) ساق الطناحي أربعة وستين رايأ لابن
الشجري استخرجها من أماليه التي حفظت نقولاً عن أعلام النحو واللغة
المتفدمين من كتبهم المفقودة.
وانظر إلى فهرس مسائل النحو والصرف التي صنعها لكتاب (أمالي
ابن الشجري)، وكتاب (كتاب الشعر)، وكتاب (منال الطالب)، كيف
جمعها ورتبها ترتيب المعجم.
(1) ا لنحو ا لوا في: 1/ 1 - 2.
26