2 - الطناحي عَروضيأ:
العَروض ميزان الشعر، ومِعراضٌ بها يعرف الصحيح من السفيم،
والعليل من السليم، وعليها مدار الشعر، وبها يسلم من الأوَد والكسر.
درس الطناحي علم العروض كما يدرسه المبتدئون في المرحلة
الثانوية من الأزهر الشريف، ونجج فيه اَخر العام بالنهاية الصغرى، ومعنى
هذا -كما يقول هو (1) - انه كان تلميذاَ بليداَ فيه، وكانت هذه الدراسة لعام
واحد، ثم طرحه خلف ظهره لعدم حاجته إليه.
وعندما كان يعمل مع بعض المستشرقين الذين كان يحفُون بمصر
لإنجاز تحقيقاتهم التراثية، وكان من هؤلاء المستشرق الألماني هانس
روبرت رويمر، وفي أثناء قراءة الطناحي معه للنص جاء هذا البيت:
ملك منشد القريض لديه يضع الثوب في يدي بزّاز
فسأله ذلك المستشرق: من اي بحرِ هذا البيت؟، فأطرق الطناحي-
كما يقول - إطراقة بلهاء، تبعتها ضحكة أشدّ منها بلاهة، فقال له المستشرق
منكراَ متعجبأ: طالب بدار العلوم متخرج من الأزهر لا يعرف العروض؟،
فكان هذا دافعأ للطناحي لأن يُعنَى بالعروض، فعاد إلى بيته، واستخرج منه
كتاب (المذكرات الوافية في عِلمَي العروض والقافية) للشيخ عبد الفتاح
شرافي، وهو ما كان مقرراَ عليه في الأزهر، فانكب عليه، لا يكاد يدير
وجهه عنه صباح مساء، حتى لانت له البحور وطُوِّعت له، ثم كان ما كان
من رحلته الطويلة مع تحقيق النصوص، ومن أدواته علم العروض، حتى
كان الفارس المجفي فيه.
(1)
في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق: 66/ 434 - 435.
27