كتاب محمود الطناحي عالم العربية وعاشق التراث

جانبا (،: جانب الصنعة وجانب العلم. فأما جانب الصنعة فهو ما يتصل
بجمع النسخ المخطوطة للكتاب المراد تحقيقه، والموازنة بينها واختيار
النس! خة الأم، ثم ما يكون بعد ذلك من توثيق عنوان المخطوط، واسم
المؤلة!، ونسبة المخطوط إليه، ونَسْخِه والتعليق عليه، وتخريج شواهده
وتوثيؤ، نقوله، وصنع الفهارس الفنية اللازمة، فهذا كله جانب الصنعة
التي دستوي فيه الناس جميعأ، ولا يكاد يفضل احا أحدأ فيه إلا بما يكون
من الو فاء بهذه النفاط أو التقصير فيها.
واما جانب العلم في تحقيق النصوص فهو الغاية التي ليس وراءها
غاية، وهو المطلب الكبير الذي ينبغي أن تُصرَف إليه الهمم، وتُبذل فيه
الجهود، ولا لهذا التراث العريق، وكشفأ لمسيرتنا الفكرية خلال هذ5
الأزمان المتطاولة.
وعدة المحقق في ذلك هي معرفة الكتب العربية في كل فن، وحُسن
التعامل معها، والإفادة منها، لأنه في كل خطوة يخطوها مُطَالَبٌ بتوثيق
كل نق!، وتحرير كل قضية، بل إن المحقق الجاد قد يبذل جهدأ مضنيأ
لا يظهر في حاشية أو تعليق، وذلك حين يريد الاطمئنان إلى سلامة النص
واتسا 41 (1).
والتحقيق كما يصفه السيد أحمد صقر في مقدمة تحقيق الموازنة
للَامدءب ص ه ا: "فن خفيئ المسالك، عظيم المزالق، جَئمُ المصاعب،
كثير المضا يق، وشواغل الفكر فيه متوا ترة، ومتاعب ا لبال وا فرة، ومبهظات
العقل اغامرة، وجهود الفرد في مضمار 5 قاصرة، يَؤودها حفظ الصواب في
(1) ءمعتقبل الثقافة العربية، ص 4 1 - ه ا.
29

الصفحة 29