لأبي علي، أتى فيها على كل دقيقة من دقائق أبي علي، حياةً ومماتأ وشيوخأ
وتلاميذ، وعلمأ ومصنفات، وذلك في كتا به (أ بو علي ا لفا رسي)، وقد عوّل
على هذ 5 الترجمة كل مَنْ كتب عن أبي عليئً بعد 05
وكان يرى ان الخدمة الحقيقية لتاريخنا إنما تكون بإعادة تحقيقه
ونشره وَفْقَ الأصول العلمية الصحيحة، ثم فهرسته الفهرسة العلمية الفنية،
وليس مجرد تلك الفهارس التقليدية المألوفة، مثل فهارس الأعلام والقبائل
والمواضع والشواهد، إنما يريد - إلى جانب ذلك - فهارس العلوم
والفنون المختلفة وحوادث الأيام المبثوثة في ثنايا الكتاب المحقَّق، بضم
النظير إلى النظير، وقَرْن الشبيه إلى الشبيه، وستكون هذه الفهارس الفنية
الكاشفة عُدّة وعونأ للدراسات والبحوث التي لا تقوم إلا على النص
الموثق المحزَر.
لذلك لم تكْثُر تحقيقاته مع سعة علمه واطلاعه وتثبتّه وتروِّيه
وتجويده -على نحو ما كنا نتمنى - في الوقت الذي نرى فيه أُناسأ لا يتَّسع
وقتهم أو يساعدهم على تحقيق صفحات، يُصدِرون الكتب المحققة
الكثيرة مستعينين بتلاميذهم وأبنائهم، أو بأُناس يدفعون لهم أجْرَ نسخهم،
وقد عرفتُ من هؤلاء الكثير.
ولا شك أن الطناحي قد رَاعَه كثرة الواغلين الذين تقاطروا على
ساحة التحقيق، فأفسدوا كتب السلف إفساداً.
وعندما زار العلأمة محمود محمد شاكر عمان عام 992 1، وسال
عني ليتعرف إليّ - رغبة من الطناحي - وعندما اجتمعت به سألته من هو
افضل محقق، فأجاب محمود الطناحي.
32