ورحم الله الطناحي فكانه عناهم بقوله (1): " وغفر الله لنا، فقد جئنا
إلى هأ+ا التراث لننال به الشهادات، ونرتقي عليه إلى المناصب، ونطلب به
المَثمالة عند الناس، ثم لم نُعْطِه حقه من الدرس والتأمل والاقتداء. ورحم
الله الظَمخْر بن شُمَيْل، فكأنه كان يعنينا حين قال قولته العطيمة في الخليل
ابن أ-صد شيخ العربية، يقول النضر: لقد عاش الخليل بن أحمد في مِربد
من مرا بد البصرة، لا يجد قوت يومه، وأصحابه يأكلون بعلمه الأموال ".
4 - الطناحي مفهرساً:
بات من مكرور القول ومعاد الكلام أن (كتب التراث بلا فهارس كَنْزٌ
بلا مأشاح) ولم تكن فهرسة كتب التراث ألزم في وقت لزومَها في هذه
الائام التي كثرت فيها الصَوَارف والحواجز، وضعفت الهمم، ووَهَنَت
العزائم ا، وأصبح من العسير على طالب علم أن يأخذ في كتاب من أوله
إلى اَ-ره، فلم يبقَ إلا ان نبرز له مسائل الكتاب وقضاياه ومبتغاه من أيسر
سبيل.
ويقول الطناحي في فهارس كتاب (الأصول في النحو) لابن السراج
ص 8: " لن تستقيم لنا دراسة التراث على وجهها المرضي دون هذه الفهرسة
الكاشةة، ا لتي تضم ا لنظير إلى ا لنظير، وتُقْرِن ا لشبيه با لشبيه، وا لتي تستخرج
القضا ا من غير مَظَائها، للذي علمتَه من أن كتب التراث متداخلة الأسباب،
متشاب! ة ا لأطراف، وقفَما تجد كتابأمنها مقتصراً على فن بعينه، دون الولوج
إلى بعاع! الفنون الأخرى، لدواعي الاستطراد والمناسبة، وهذا يؤدي
لا محالة إلى أن تجد الشيء في غير موارده، وقد ضربت لذلك مثلاً فيما
(1)! نال الطالب، مقدمة المحقق، ص 49.
33