كتاب محمود الطناحي عالم العربية وعاشق التراث

كتبتُ بمسائل علم النحو وقضاياه التي نجدها في غير كتب النحو".
والاعتناء بصنع فهارس كاشفة أولى من خَبْط عَشْواء في التأليف
الذي نراه، فقد كثر التأليف لغير حاجة، وجُفُه شبيهٌ بعضه ببعض، ا و
مسروق بعضه من بعض.
وعمل الفهارس عملٌ جاف يابس، لا تُقبِل النفس! عليه بانشراح،
وهو إذا طال أفضى إلى الملال والكلال، غير أن الطناحي في إخراجه
للفهارس لم يكن جافأ، بل إنك تدمنُ فيه بدقة العالم وتصزف الصمّئت.
ومن هذا الباب صنع الطناحي فهرسين مستقلين لكتاب (الأصول
في النحو) لابن السراج، و (ديوان المعاني) لأبي هلال العسكري (شواهد
الشعر) وصنع فهارس كاشفية معجبة للكتب التي حققها.
أسلو به:
كان أسلوبه أسلوب السهل الفمْتَنِع، أو الأسلوب المَعْسول غير
المغسول، وكان ذا بيان آسر واطرادٍ متدفقٍ، لا تلمَجُ به جفوة، وكانت
عبارته يسيرة سمحة يَمضي بها رُخاءً حيث أصاب، وكان متأثّراً بالقرآن
الكريم، والشواهد كثيرة تت! بى على الحصر بغير عُسْر، ويكفي أن أحيل
إلى ستة مواضع في كلمته التي افتتح بها تحقيقه لكتاب (الشعر) لأبي علي
الفارسي صفحة (ب) و (ج) وهي:
ا - وما هي إلا ساعة من نهار. وهذا من قوله تعالى: " وَيَؤمَ ثحشُرُهُتم
؟ ن ر يَقبَثُوا إلَا سَاعَة مِنَ اَلئهَارِ" أيونس: 5 4،. وقوله تعالى: "؟ نَهُمْ ئؤمَ
يَرَوْنَ مَا يُوعَدُوتَ لَؤلجثَو! إلَآسَاعَةَ مِن نَهَائِي" 1 ا لاحقاف: 5 3،.
34

الصفحة 34