يفتح عليه ابوابأ من النظر والعلم كانت مُوصَدة دُونَه، لولا مذاكرة ذلك
الطالب ومدارسته. وفي موروثنا الثقافي كان التلميذ النابه يُسمَى صاحبأ
لشيخه: فأبو يوسف، ومحمد بن الحسن الشيباني صاحبا أبي حنيفة،
والربيع بن سليمان صاحب الشافعي، وابن جنِّي صاحب أبي علي ا لفارسي.
بل قد تتوثق العلاقة وتشتدُّ الاصرة فيصير الَتلميذ غلامأ لشيخه، كما ترى
في أبي عمر الزاهد غلام ثعلب، فالتلاميذ أصحابٌ لشيوخهم.
عنايته بالنقد:
كان للنقد والتصحيح نصيب وافر عند الطناحي من باب أن النقد
يجبر النقص، ويقيم العِوَج، ويُصلح المنماد، فنراه يقول في مقدمة الطبعة
الثانية لكتاب (طبقات الشافعية الكبرى) (1/ 6): " وتروح أيام وتجيء
أيام، وتشتدّ الحاجة إلى طبعة ثانية من الكتاب، فننظر في طبعتنا الأولى
فإذا نحن قد سجلنا على حواشيها شيئأ من التصحيج، ثم نقرأها بعد أ ن
عَلِمْنا ما لم نكن نعلم، فتبدو لنا أشياءُ بعد أشياء مما أَثْأَتْ يدُ الغَفَلات،
فنصلحها بما جاءت به القراءات المتجدّدة، والتجارب المستفادة، وبما
جادت به المطابع من أصولٍ ومراجع لم تكن متاحة أيام الطبعة الأولى،
نذكر منها في باب التراجم خاصة: (سير أعلام النبلاء) لشمس الدين
الذهبي، شيخ المصن!، و (التكملة في وفيات النقلة) لزكي الدين المنذري
و (طبقات الشافعية) للإسنوي، وما ظهر من أجزاء (الوافي بالوفيات)
للصفدي، ولقد كانت إفادتنا عظيمة من (سير أعلام النبلاء) وحواشيه
بوجه خاص. ولقد أفدنا أيضأ من ملاحظات القراء من أهل العلم " (1).
(1) منهم الشيخ عبد الفتاح أبو غُدَة، والدكتور عبد العظيم الديب.
36