عبد العظيم الديب -اطال الله في النعمة بقاءه - أن الطناحي لم يكن له يد في
عنوان مقاله، وإنما هو من عمل (مجلة الهلال إ، بل عنوان مقاله: (ذيل
ا لأعلام، عرض ونقد وتعليق). قلتُ: كما فُعل بمقالي إذ جُعل فيه ص 1 6 1
عنوان لم اضعه (عداء واضج!).
فهذه أمثلة - اعدُّ منها ولا أعدّدها- تدل على اتساع صدر الطناحي
لنقد ما يكتبه ويحققه، طيبةَ بذلك نفسُه، زاكيأبه علمُه.
رأيه في العثمانيين الأتراك:
كان يرى أن للعثمانيين فضلاَ حميداَ في نشر الإسلام بأوروبة، وفي
حفظ التراث الإسلامي بِجَمْعه وحفظِه وصيانته، وذكر أن كلمة (تركي)
كانت في وقت من الأوقات مرادفة لكلمة (مسلم) في أذهان الأوروبيين
الغربيين (1)، وأن اتجاه العثمانيين إلى قلب أوروبة، ودخول محمد الفاتح
القسطنطينية وفتحها عام 857 هـ/ 453 ام كان ذلك كله بمثابة الضربة
الثانية للمسلمين في اوروبة. وكانت الأولى يوم أن عبر طارق بن زياد
جبل طارق عام 92 هـ/ 0 1 7 م.
وقد واكب نشاطَ سلاطين ال عثمان في الجهاد والفتوح نشاطٌ آخر
في العلم والكتب، واَية ذلك أن كل سلطان أو صَدْرِ أعظم كان يحرص
على ان يبني بجوار المسجد مدرسة ومكتبة تابعتين له وملحقتين به، وقد
اقتدى بالسلاطين في ذلك الوزراء وشيوخ الإسلام، وعلى ذلك
مجموعات المخطوطات في تركية تنسب إلى ثلاث طوائف: السلاطين،
مثل المكتبة السليمانية نسبة إلى السلطان سليمان القانوني، والطائفة
__________
(1) وكذلك عند الهندوس.
38
(الناشر)