على أنه احتشد للامالي احتشاداً، فليست اَراء يُمليها على الطلبة ئم يفرغ
منها.
وكانت أمالي ابن الشجوي مَعرِضألاَراء أعلام النحاة، على اختلاف
مذاهبهم واتجاهاتهم، وقد نقل ابن الشجري كثيراً عن أعلام النحو واللغة
المتقدمين، وتظهر أهمية هذه النقول فيما حكاه عن كتبهم المفقودة، ومما
حكاه عن سيبويه والمبرد مما ليس في المطبوع من (الكتاب) و (المقتضب)
وا لكا مل).
وقد جرى ابن الشجري في (أماليه) على ان يستفتج مجلسه بذكر
مسألة من مسائل النحو أو الصرف او اَية قراَنية، أو بيت من الشعر، ئم
يدلف من ذلك إلى مباحث أخرى يدعو إليها الاستطراد والتداعي0
ومسائل (الأمالي) ذات ثلاث شعب:
الأولى: مسائل يلقيها ابن الشجري من ذات نفسه.
والثانية: مسائل أخرى يجيب بها تلامذته.
والثالثة: ما يرد به على المسائل التي ترد عليه من البلدان كالموصل
وغيرها.
وعمد في سرد القواعد والأحكام إلى أخفِّ الألفاظ وأيسَرِها، ئم
غَلَبَ عليه أسلوب المعلمين في البسط والشرح، وتقليب العبارة، وكثرة
التنظير.
ولعل هذا الكتاب أول كتاب نحوي حَفَل بظاهرة الإعراب، وهو
مَعْرِض! لاَراء أعلام النحاة على اختلاف مذاهبهم واتجاهاتهم.
58