والطبقات الكبرى تشتمل على مقدمة طويلة وسبع طبقات يترجم
في كل طبقة منها لأعلام مئة سنة، فكانوا كما قال المؤلف، ص 07 2:
"فأنز! ت ا! شافعية رضي الله عنهم في طبقات، وضربت لكل منهم
في هذا المجموع سُرادقات، ورتبتهم سبع طبقات، كل مئة عام طبقة،
وجمعتهم كواكب كلها معالِمُ للهدى، ومصابيح تجلو الدُجَى، ورُجُولم
للمُسْتَرِقَة).
اما المقدمة وهي (345) صفحة فقد استوفى فيها مباحث عدة،
وناقش مسائل في الحديث ونَقْد الرجال والنحو، بل إنه ليعرض لقضايا
علم الكلام فيقدمها، ويبين الاَراء في استقصاء شامل وسرد منهجي، ثم
ينتصر لرايه وراي الأشاعرة اَخر الأمر، كما هزته الأحداث الدامية التي
شهدها العالم الإسلامي إثان الزحف المغولي، فذكر حوادثها مختصرة
على النحو الذي يحتاج إليه الفقيه، ويَنْشُدُه غير المتخقمص، وقد حرص
على أن يذكر في المقدمة طبقات الرواة الذين عنهم أخذ، وبطريقهم
اسْنَدَ.
وقد جرى ابن السبكي في ترجمة رجال الطبقات على نهج قويم،
يدل على بَصَرٍ بتاريجْ المُتَرجَم، وإحاطةٍ بالفنون التي أجادها، ووعي
لدقائق ا لأمور التي أثارها، وبصر بالجديد الذي أضافه إلى العلم والمسائلً
التي تفزَد بها في فنه.
وفي الكتاب مباحث لم يكملها المؤلف، ربما كان يرجى ء ذلك إلى
فُسحة من الوقت، ولكنه لم يُنَسَّأ له في الأجل حتى مات في الرابعة
وا لأربعين.
70