كتاب محمود الطناحي عالم العربية وعاشق التراث

منهجهما في التحقيق:
اعتمد المحققان في نشر الكتاب على نسخة مخطوطة بمعهد
المخطوطات مصورة عن مكتبة البديري بالفدس، وعلى نسخة بدار الكتب
المصرية، وقد أخذا على نفسيهما عند العمل بتحقيق هذا الكتاب مضاعفة
الجهد، وبذلا كل ما تحتمله الطاقة في ضبط نصوصه وأعلامه وتوثيق نقوله
وشواهده، وتخريج أحاديثه وأبيا ته، مع الحرص على سلامة النص وسهولة
الرجوع إليه، ويَسرا الاستفادة منه، فألحقا بالكتاب فهارس كاشفة تقع في
(738) صفحة دلَّت على أعلامه، وأماكنه، وأبياته، ورجزه، وأمثاله،
وآيات القرآن الكريم، واحاديث الرسول لمجي!، والكتب التي ذكرها
المؤلف، وأضافا كشّافأ بمسائل العلوم والفنون التي احتفل بها المؤلف،
وملأ بها كتابه، وفي هذه الطبعة صحّحا كثيراَ من الأخطاء الواردة في
الطبعة الأولى والتي كشف عنها ضمّ النظير إلى النظير، وعرفا الصواب
فيما توقفا فيه قبلُ، وتهديا إلى دَمْج ما كان متناثراً، ونسبا كثيراَ مما لم
يكن منسوبأ، وجزما بالحكم على مواطن كانت مظنة الاحتمال، حرصأ
على ان يقدماه ناضج الثمار، داني القِطاف.
وهذا الكتاب هو أول كتاب حققا 5، وهما في عنفوان الشباب وفتوّة
الصبا، فأعطاهما وأعطياه، أعطاهما معرفة بكثير من الكتب العربية
صِغهارِها وكبارها، وقد أسلمتهما هذ 5 الكتب، بعضها إلى بعض، فسلكا
دروبها، وعرفا تاريخ أمتنا، ووقفا على مناهج أهل العلم في حضارتنا،
وأعطياه حماسة الشباب وصَبْرَه وجَلَدَه، فأخلصا له، ولم يُشْغَلا عنه
بشيء آخر مما يحقق الشهرة السريعة، فجوّدا وحسّنا ما استطاعا إلى ذلك
سبيلاَ، وشدّ من ازرهما أن الكتاب قد وافته ظروف حسنة في ذلك الزمان
72

الصفحة 72