كتاب محمود الطناحي عالم العربية وعاشق التراث

بيت آخر للمسالة التي هي أم الباب، فنفضه وفَتشًه (1) كما فعل بالأول
وهكذا إلى أن يفرغ من شواهد الباب التي أقامها في نفسه.
وأطال التفَسَ في وجوه الإعراب التي يطيقها البيت ويؤدّي إليها
حُسْن البَصَر بسياق الكلام وتوجيه المعاني، وحرص على أن يربط بين
الوجوه الإعرابية والمعنى ربطاَ محكماَ، جاعلاَ اختياره للوجه الإعراي
خاضعاَ لسلامة المعنى واستقامته.
والتوسع في وجوه الإعراب إنما هو لغاية تعليمية تغياها المؤلف،
وهي التمرين والتدريب، وقد جزه هذا إلى شيء من التعَشُف والتمَكل (2).
والاستطراد هو عمود الكتاب ومِلاكُه.
بلغت شواهد الكتاب خمسة عشر وثمانمئة شاهداَ، انتزعها من
شعر الجاهلية وما بعدهم إلى نهاية عصر الاحتجاج، إلا اربعة ابيات
لشعراء عصره - في المعاني دون الإعراب - وابرز الشعراء الذين عني بهم
الفرزدق وذا الزُمَة، وكان يهمل نسبة الأبيات إلى اصحابها، ولم ينسب
سوى خمسين وثلاثمئة شاهد.
عمل الطناحي في الكتاب:
لفا كان عمل الطناحي تحقيقأ وشرحأ فقد أطال الئفَسَ في التحقيق
والشرح، وجود في صنع الفهارس الفنية الكاشفة، وأفاض في مقدمته
الطويلة (0 2 1 صفحة) في الحديث عن حياة أبي علي الفارسي، ومصنفا ته،
وعن كتاب الشعر وا لاختلاف في اسمه، أوصلها إلى عشرة اسماء، وأبان
(1)
(2)
استقصاه.
التعسُف والتمَحُل: التكفف والاحتيال بحِذْق
86

الصفحة 86