تفسيراً ظاهراً لهذا الإغفال والصمت، فلا معاصرة بين الرجلين مانعة من
الإنصاف، فبينهما مئة عام وعام، ولا خلاف في المذهب النحوي، فلم
يكن لابن قتيبة شان كبير في النحو، فلمِ يبقَ إلا عصبية المذهب والمُعتَقَدِ،
وهي آكِلَةُ ا لقلب، وفارِيَة الكَبِد، ومُغْمِضةُ ا لعين، وعاقِدَة ا للسان، وا لسعيد
، س (1)
من عصمه الله"
فأبو علي معتزليئ، وابن قتيبة من اهل الشئة، وقد عرف ابن قتيبة
بهجومه على المعتزلة، والتشنيع عليهم، والإزراء برجالهم، فلا عجب
أن يعرض عن ذكره ابو علي، لهذه الحَسِيكة (2) التي لابُذَ ان يطوي عليها
صدره.
وكذلك فعل الشريف المرتضى مع ابن قتيبة، فهو لا يكاد يصرح
باسمه - في كتابه (غرر الفرائد ودرر القلائد) المعروف بأمالي المرتضى-
إلا في معرض النقد والتخطئة (3).
والتفت التفاتة بارعة إلى الذين استفادوا منه ونفلوا سواء صرحوا
كالقيسي شارح (الإيضاح)، وعلي بن عدلان الموصلي، والرضي
الاسترباذيّ، وابن النحاس، والشاطبي، وعبد القادر البغدادي، أم لم
يصرحوا واتفقت سياقاتهم مع سياق الكتاب كابن الشجري وابن عصفور.
ئم وصف المخطوطتين اللتين اعتمدهما في التحقيق وهما مخطوطة
جامعة أم القرى (رقم 0 18 3)، ومكتبة برلين رقم (65 4 6).
(1)
(2)
(3)
مقدمة المحقق، ص 83.
العداوة.
مقدمة التحقيق، ص 4 8، نقلاَ عن تأويل مشكل القرأن، ص 72.
88