لقد اصدر العلاونة من قبل الجزء الأول من (ذيل الأعلام) فدلّ على
ثقافة واسعة، ثقافة عربية أصيلة، وإحاطة معجبة بالمصادر والمراجع، مع
صياغة سليمة أنيقة، تنبئ عن صاحبها النحوي الأديب المؤرخ، مرهف
الحس الذي يعرف ماذا يكتب ولمن يكتب، وكيف يكتب، ولأي زمان
يكتب.
إن عِشْق العلاونة للعلم، وتجزده له، وطلبه إياه على الطريقة القديمة
بمشافهة العلماء، ومدارسة الأدباء، والرجوع إلى المنابع الأصيلة،
والكتب الأقَهات. كل ذلك يؤكد لنا أن الخير معقود في هذه ا لأمة، باق فيها
إلى يوم القيامة، وأن الغثاء مهما ربا، وأن الزَبَد مهما طفا، فهو إلى زوال،
وسنظل نجد من يضرب بجذوره إلى تراث امتنا، ويمتد بعروقه إلى اصيل
ثقافتنا، حتى يعود لنا مجدنا ذات يوم، ويزول الركام، ويَنْقَشِع الغَمام،
" لَيَلقُولُوتَ مَتَى هُوَقُل عَسَن أَن! كلُتَ فَرِب " ا لإسراء: 1 5،.
والله دائمأ من وراء القصد، وهو نعم المولى ونعم النصير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.