كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

4 - ميدان التشريع.
5 - مفهوم الدولة، وعلاقة الشعب بالحكومة.
وفي بحث (النزعة الإنسانية) في حضارتنا، بيق أن حضارتنا الإنسانية،
نقلت البشرية من جِواء الحقد، والكراهية، والتفرقة، والعصبية، إلى جِواء
الحب، والتسامح، والتعاون والتساوي أمام الله، ولدى القانون، وفي يان
المجتمع، تساوياً لا أثر فيه لاستعلاء عرق على عرق، او فئة على فئة، أو أمة
على أمة. . فإلإسلام أعلن الوحدة الإنسانية بين الناس، وظهرت نزعته
الإنسانية في تشريعه الحضاري، وفي قانونه المدني، وقانونه الجزاثي.
ويستشهد المؤلف ببعض رواثع هذه النزعة في المساواة بين الناس، بعيداً
عن أي تمييز عنصري، كالذي يراه الناس في العصر الحاضر، في أمريكة،
وفلسطين، وجنوب أفريقية في الميادين السياسية، وا لاجتماعية، والثقافية.
كما ظهرت في (التسامح الديني) في الإسلام ولدى المسلمين، وفي
(أخلاقنا الحربية) التي حزمت الحروب من أجل السلب والنهب وإذلال
الشعوب، وأجازتها لغايتين:
الأولى: الدفاع عن عفيدة الأمة وأخلاقها.
الثانية: ا لدفاع عن حرية الشعب، واستقلاله، وسلامه.
واستشهد على أخلاقنا السامية، وسلوكنا السليم في الحروب، بحوادث
وأقوال، في منتهى الروعة، على عكس ما فعله النصارى في حروبهم الصليبية،
ك! صدار البابا أمراً بتحويل جميع مساجد إسبانية إ لى كناض، عام 4 2 5 1 م، ولم
تمرَ - بعد ذلك - أربع سنوات أخرى، حتى لم يبقَ في إسبانية التي حكمها
المسلمون ثمانية قرون، مسلم واحد، بينما كانت سيرة صلاح الدين مع
الأوروبيين الغزاة تثبه الأساطير.
وظهرت نزعتنا الإنسانية في (الرفق بالحيوان) ففد امتازت حضارتنا بأمور
104

الصفحة 104