كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

لا مثيل لها عند الأمم الأخرى، في القديم والحديث، من مثل:
1 - مؤسساتنا الاجتماعية للعناية بالحيوان، وتطبيبه، وتأمين معيشته عند
العجز والمرض والشيخوخة.
2 - خلو حضارتنا من محاكمة الحيوان، برفع المسؤولية الجنائية عنه،
على النقيض من فعل الأوروبيين.
3 - خلو حضارتنا من مظاهر القسوة والتحريش بين الحيوانات.
وفي (ا لمؤسسات ا لخيرية) برزت نزعتنا ا لإنسا نية بأشكا ل وصور لم يعرفها
شعب من قبل، فقد أقمنا مؤسسات اجتماعية لوجوه من الخير، والتكافل
الاجتماعي، لم يعرفها الغربيون حتى اليوم، ولوجه الله تعالى مثل بناء المساجد،
وا لمدارس، وا لمستشفيات، وا لفنادق، وا لخانات، وا لتكايا وا لزوايا، وبناء
بيوت خاصة للفقراء، ومنها المطاعم التي يوزع فيها الطعام والشراب مجاناً،
ومنها بيوت للحجاج في مكة المكرمة، وقد كثرت هذه البيوت حتى عفت أرض
مكة كلها، وافتى بعض الفقهاء ببطلان إجارة بيوت مكة في أيام الحج، لأنها كلها
موقوفة على الحجاج. ومنها حفر الَابار في الفلوات، لسقي الماشية والزروع
والمسافرين ومنها امكنة المرابطة على الثغور لمواجهة خطر ا لغزو الأجنبي للبلاد
ومنها وقف الخيول، والسيوف، والنبال، وأدوات الجهاد على المجاهدين.
وهناك مؤسسات خيرية لتحسين أحوال المساجين، ورفع مستواهم
الصحي والثقافي، وأخرى لتزويج الثباب والفتيات من الفقراء، ومؤسسات
لإمداد الأمهات بالحليب والشُكر.
ومن أطرف مؤسساتنا الخيرية، وقف الزبادي للأولاد الذين يكسرون
الزبادي، حتى لا يتعرضوا للعقوبة من ذويهم.
وقد أحصى المؤلف ئلاثين نوعاً من المؤسسات الجرية في تاريخنا
الحضاري، وهي غير موجودة لدى الأمم الأخرى.
وتحدث المؤلف عن (المدارس والمعاهد العلمية) في حضارتنا،
105

الصفحة 105