كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

وكان الناقهون منهم، تُمَثل أمامهم الروايات المضحكة، ومشاهد من الرقص
البلدي، وكان المؤذنون في المسجد الملاصق له، ينشدون الأناشيد العذبة في
الشحَر، ليخففوا من الام ا لمرضى الذين يضجرهم طول السهر.
وذكر المؤلف وففاَ غريبأ في حضارتنا الإنسانية، مخصصاَ ريعه لتوظيف
اثنين يمران بالمستشفيات يومياَ، فيتحدثان بجانب المرضى حديثاَ خافتأ يسمعه
ا لمريض، بما يوحي بتحسن حا لته، وا حمرا ر وجهه، وبر يق عينيه.
وتحدث عن (المكتبات الخاصة والعامة)، والشأو الذي بلغته في
حضارتنا، وعن (المجا لس وا لندوات ا لعلمية) ا لتي كان لها أثر كبير في نشر الثقافة
وذيوع ا لعلم، ورفع ا لمستوى الاجتماعي، وا لذوق ا لعلمي في ا لأوساط الثقافية،
وتحدث عن (العواصم والمدن الكبرى) في القرن الرابع الهجري، وألقى نظرة
سريعة على مدن العالم الإسلامي، والمدن الأوروبية، وقارن بينها - كدأبه في
سائر أبحاث الكتاب - وكانت الفروق شاسعة، ففي العالم الإسلامي مدن زاخرة
بالحياة والقوة والحضارة، وفي مدن العا لم الأوروبي بدائية وتخلف، لا أثر فيها
لحياة، أو علم، أو حضا رة.
5 - أخلا قنا ا لاجتماعية
يقع هذا الكتاب في (5 1 2) صفحة من القطع الكبير، واشتمل على مقدمة
وسبعة وعشرين حديثاَ، كان اذاعها من الإذاعة السورية بدمشق، تحدث فيها
عما تشكو الأمة من ضعف وانحراف في أخلاقها الاجتماعية، بأسلوب سهل
يفهمه سائر الناس، وكان ذلك فيما بين شهر نيسان 1954 م واَب 1955 م 0.
تحدث عن (أثر الفرد في نهضات الأمم) وأوضح أن عنايتنا بعلل المجتمع
وأمراضه، كانت دون عنايتنا برزقه وثروته ومختلف شؤون حياته، ولهذا
انص! بت أحاديث هذا ا لكتاب في وصف هذه ا لأمراض، وعلاجها، وكا نت حديث
الروح للروح، والقلب للقلب، ولهذا استأثرت باهتمام الناس في سورية، فقد
107

الصفحة 107