كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

وتحدث عن (الفردية والجماعية)، وبين ان العبادات في الإسلام تقوم
على فكرة التعاون الاجتماعي بين المؤمن والناس، وضرب مثلاً بالصلاة،
وا لصيا م، وا لحج، وا لزكاة، وقارن بين ما كا ن عليه ا لناس قديماً، وبين ا لإمملا م.
وبدا حديثه (بين التملق والنصيحة) بما كان من شأن العالم الفقيه (منذر
ابن سعيد) قاضي الجماعة، مع الخليفة عبد الرحمن الناصر، ومدينته الخالدة
(الزهراء) فقد نصحه واغلظ القول معه في خطبة الجمعة في مسجد قرطبة
الكبير، وكان الخليفة يستمع لما يفول وينصاع.
ثم عقب بقوله:
"ترى. . لو ان كل ذي راي ومكانة ونفوذ في الدولة، وقف من الحكام
الجائرين المنحرفين ما وقفه منذر بن سعيد، من عبد الرحمن الناصر، اما كانت
الأمة تنعم بحكم عإدل، ورفاهية شاملة، وسعادة تُظل الناس جميعأ؟ "
ثم ضرب الأمثال من تاريخنا وحضارتنا، مؤيداً رايه هذا. واهإب بأبناء
الأمة ان يكونوا للحق انصاراً، وللمخطئين ناصحين، وللظالمين مقاومين
ومنكرين، لتعيش الأمة حرة كريمة، اما إذا سمحوا للمنافقين ان يلتفوا حول
الحكام، وللأقلام الماجورة أن تمجد المجرمين، فقد صنعوا بأيديهم حكم
الطغاة والفاسدين، واختاروا لأمتهم طريق الخراب والدمار "إن عدالة الله تأبى
ان تمنح الكرامة لمن يضيعها بيديه ".
وحديثه (بين ا لنصيحة وا لتشهير) لام! مرضأخطير اً في حيا تنا ا لاجتماعية
بعد ان اضطربت حدود النصيحة، وانقلبت احيانأ إلى التشهير، مما ينذر بشر
خطير.
وفي حديثه (بين الحرية والفوض) تحدث عن الصراع بين الحرية
والعبودية في تاريخ الإنسانية، وفي تاريخ معاركنا التي خاضتها امتنا في سبيل
تحرير ا لشعوب من جها لتها وفوضاه!، ومن ا ستبدا د الظا لمين.
ولكن. . كما اسيء استغلال الحرية عند الغربيين، اسيء فهمها عند كثير
109

الصفحة 109