كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

من أبنائنا تلامذة الغربيين، وذكر ألواناَ قاتمة من المفهومات المغلوطة للحرية
الفكرية، والحرية الشخصية، والحرية الصحفية، فهي تعني عندهم، تسميم
العقول والأفكار، لهايذاء القلوب والضمائر، ونهش الأعراض واستباحة
الحرمات، وإشاعة الفوضى والإباحية، مع أن مجتمعنا في حاجة إلى من يضبط
له أمره، ويصون أخلاقه، ويرده!! ى الحق، ويلزمه حدود الشرائع والقوانين،
وهذا كله أمانة في أعناق العلماء والمفكرين والمصلحين والخطباء والكتاب
والصحفيين.
وجاء حديثه (بين الحزم والاستبداد) مبيناَ للفروق الحقيقية بينهما،
وضرب الأمثال بالحكام الحازمين، وأخرى للحكام المستبدين، وبئن مآسي
الاستبداد ومنطقه الاثم، وأن فوضى الحكم، هي أول سبيل إ لى الاستبداد، وأن
الاستبداد هو أقتل شيء لكرامة الأمة وحريتها، وتمنى أن يقوم فينا حكم يعدل
في الحق ولا يظلم، ويشتد في الحكم ولا يستبد.
وفي حديثه (بين الصدق والكذب) رأى أن الصدق أساس الفضائل
النفسية، وهو ضرورة اجتماعية، وهو أكبر أبواب السعادة للأفراد والجماهير،
بينما الكذب جبن وخسة، وجرأة على الله، يستحق الكاذب من أجلها اللعنة
والطرد من رحمة الله، والكذاب لن ينجح في حياته، ولن يهتدي إلى الخير
والحق.
وفي حديثه (بين الدين والطائفية) قال:
"إن كثيرين يظنون أن علاج هذه الطائفية المدمرة هي دعوة الناس إلى ترك
أديانهم. . وليس أبعد في الوهم والخطاً والضلال من هذا الظن، فما كانت
الأديان يوماَ وسيلة حرب، ولا أداة خراب، ولا باعثة شقاء وفناء. .
"إن الفرق بين الدين والطائفية، هو فرق ما بين العلم والجهل، والحق
والباطل، والخير والشر، وا لإيمان والعصيان ".
الدين: هداية الرسل إلى الله، وطريق الناس إلى الجنة، والطائفية قيادة
110

الصفحة 110