كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

الأشرار إ لى الدمار، والطريق المستقيم إلى النار. .
"أيها الناص: ارجعوا إلى الدين، واطرحوا طائفيتكم. . ايدوا دعوة
الدين، وحاربوا دعاة الطائفية. كونوا متدينين، وحذار أن تكونوا طائفيين!.
وفي حديثه (بين التعصب والتسامح) رأى أن تعصب الفرد لحقوقه
الضرورية، وتعصبه لحقوق أمته وبلاده، خلق كريم يعود على المجتمع بالخير
والبركة، كما أن تفريطه بذلك، وتسامحه فيه خلق ذميم ينشا عنه كل فوضى في
المجتمع، وكل إهدار لكرامة الأمة، وسيإدة الدولة.
وحديثه (بين الأمانة والخيانة) كان معرضاً لألوان من الأمانة في تاريخنا
الناصع، ولما تعانيه أمتنا اليوم من الشكوى من سوء الأوضاع في مجتمعنا
الحاضر، وسبب كل ذلك، تضييع الأمانة، فقد تخلى العالم عن أمانة العلم،
ف! ذا هو يبيع علمه لمن يشتريه من طغاة وحكام ظالمين ومف! عدين، وتخلى
الحاكم عن أمانة الشعب، ف! ذا هو يفرق بين المواطنين، ويتجاوز عن أخطاء
أتباعه من الموظفين، ويهمل القانون، ويتلاعب بنصوصه. . وتخلى الشعب
عن أمانة المراقبة لزعمائه، فتملقهم، وأغضى عن خطيئاتهم، وصفق لهم بيده،
وأيدهم بلسانه، وتخلى الموسرون عن أمانة المال فاكتنزوه، وتخلى الرجل عن
أمانة الأسرة 0. وهكذا. .
وأما علاج هذا المرض، فبالرجوع إ لى الله، والطمع في جنته، إن هو أدى
الأمانة، والخوف من نار 5، إن هو ضيعها، وباستيقاظ الضمائر.
وهكذا انطلق المتحدث البارع يعرض أمراض مجتمعنا، في دهاليز
السياسة، وفي البيوت، وفي الأعياد وبين الموظفين والشعب، وكان في كل
حديث منها، يستشهد بالقراَن العزيز، وبالأحاديث ا لنبوية الصحيحة. وبحوادث
التاريخ، وبالنماذج الوضيئة في حضارتنا الخالدة، من لدن رسول الله ع! حتى
العصر الحاضر، ويقارن بينها وبين ما كانت عليه المجتمعات غير المسلمة، مما
يبرهن على سعة ثقافة، وحدة إدراك، واطلاع على التاريخ والفلسفات،
111

الصفحة 111