كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

والأديان، واحوال المجتمعات، ودراية بما يموج فيها من تيارات، وما يعتمل
من أمراض يحرص على علاجها، فيهيب بالمواطنين ان ينهضوا للعلاج،
ويتخلصوا منها، لتعود العافية إلى مجتمعاتهم، وشعتانفوا السير في مدارج
حضارتهم.
6 - دعوة ا لإسلام واقعية لا خيال
القى إلياص فرح - المدرَّص في دار المعلمين بحلب، ورئيس القسم
الثقافي في حزب البعث العربي الاشتراكي - خطبة في احتفال أقامه حزب البعث
في حلب، بمناسبة العدوان الفرنسي، أقيم في 29/ 5/ 1955 م زعم فيها ا ن
الدعوة الإسلامية غير صالحة للحياة، لأنها خيالية، لا يمكن لها أن تعيش،
ولا بد أن تموت.
كما كان إلياص فرح كتب رسالة بعنوان (نظرتنا إلى التاريخ العربي)
وطبعها ووزعها له حزب البعث، بسط فيها هذا الرجل النصراني لسانه في
الإسلام، وشرعته المطهرة، كما يبسطه أشد الناص عداوة وحقداَ على الإسلام
وحقإئقه الثابتة، فما كان من الدكتور السباعي إلا أن يرد عليه بهذه المحاضرة
القيمة التي ألقاها في المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين في حي الشهداء
بدمشق، في حديث الثلاثاء 4 1/ 6/ 5 95 1 م جاء فيها:
1 - مقياس الواقعية في الدعوات:
"إن مقياص (الواقعية) في الدعوات، وعلائم الحياة فيها، هي ان تجتمع
لها ثلاثة عناصر رئيسة هي: الذاتية، والتقدمية، والشمولية.
ا - ا لذاتية:
ونعني بالذاتية ان تكون الدعوة منبثقة من طبيعة الأمة، منسجمة مع
خصائصها، مستوحاة من حاجاتها، حتى تكون تعبيراَ روحياَ صادقأ عن آمالها
وطموحها.
112

الصفحة 112