كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

ب - التقدمية:
ونعني به! ان تكون الحركة الإصلاحية، مسايرة لتطور الحياة، وتقدم
الحضارة، لأن طبيعة الحياة لا تقاوم، وسنة الله في تطور الإنسان وتقدمه
لا تتبدل، فمن وقف في وجه الحياة صرعته ".
ب - الشمولية:
"ونعني به! أن تحتوي الدعوات الإصلاحية مناهج الإصلاح لكل نواحي
الحياة في المجتمع الذي تقوم فيه، لأن المجتمع وحدة متماسكة، فالأخلاق
لا تنفصل عن الاقتصاد، والسياسة لا تنفصل عن العلم. فالدعوة إلى إصلاح
الأخلاق في امة، لا يمكن ان تنجح إلا إذا رافقها إصلاح الأوضاع الاقتصادية
فيها، والدعوة إلى تحرير الأمة سياشأ من الاستعمار أو الطغيان، لا تنجح إ لا
إذا رافقها إصلاح الأخلاق، ونشر العلم، وتهذيب النفوس ".
"فهذا هو المقياس الصحيح لوافعية الدعوات، وصلاحيتها للحياة، فما
هو نصيب الدعوات الأربع التي تحتل ساحة الثعاط الفكري والسياسي
والاجتماعي في بلادنا؟ ونعني به!: القومية السورية، والشيوعية، والقومية
العربية، والدعوة الإسلامية ".
ثم يشرع في تحليل كل دعوة منها على ضوء هذا المقياس، مبينا مدى
واقعتها واستحقاقها للحياة او الموت. كل ذلك جاء بأسلوب هادئ موضوعي
بعيد عن التحيز والتعصب، إلى ان يصل إلى عناصر الوافعية في الدعوة
الإسلامية فيفول:
ا- ما هي مبادئ الدعوة الإسلامية واهدافها؟
"لا نريد - هنا - ان نفيض في مبادئ الدعوة الإسلامية، وبرنامجها،
واهدافها، وفلسفتها، فذلك له مجال آخر، دمانما نريد التدليل على واقعتها،
واشتمالها على كل عناصر الواقعية المطلوبة في الدعوات التي يكتب لها الحياة.
إن الدعوة الإسلامية تفوم على مراعاة الحقائق التالية:
3 1 1

الصفحة 113