كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

2 - الدين والدولة في الإسلام:
وهي "محاضرة الفاها في الخلية الاجتماعية في بيروت على فريق من
طلاب الجامعات والمعاهد العليا في بيروت.
وقد بدا اثر هذه المحاضرة واضحاَ لدى كثير من معتنقي فكرة فصل الدين
عن الدولة، إذ لم يسعهم، بعد أن سمعوا هذا البيان المستفيض، والتعليل
العلمي التاريخي لتلك الفكرة، إلا ان يعلنوا اقتناعهم ببطلانها، وبطلان
ما تستند إليه من حجج وبراهين ".
وتقع المحاضرة في تسعين صفحة، بداها بذكر ادلة القائلين بفصل الدين
عن الدولة، ثم ناقش تلك الأدلة، معرفأ كلاَ من الدين والدولة، وان العلاقة
بينهما إيجابية، وان تحوُل تلك العلاقة إلى سلبية كان بفعل عوامل اضطرته إلى
استعراض تاريخها في اليهودية، و في المسيحية، وفي الإسلام، وبسط القول
في موقف الإسلام من الدولة، وقد مر - الموقف - في اربعة اطوار، هي:
طور التعاون: بئن فيه اشتمال الإسلام على: العقائد، والعبادات،
والاَداب، والقوانين العامة.
ثم شرح - في إ يجاز -كلأَ منها، وبئن مدى علاقة الإسلام بالدولة، وموقفه
منها، واوضح ان القوانين العامة في الإسلام، تهدف إلى توفير الكرامة،
والسعادة، والسلام للناس جميعأ، لأنها تدور حول الحقوق الأساسية الضرورية
لكل إنسان، وهي حق الحياة، وحق العقيدة، وحق العلم، وحق العمل، وحق
ا لكرا مة، لأن ا لأسس ا لتي تقوم عليها هذه ا لقوانين كلها هي: ا لعدالة، وا لمسا واة،
وا لتيسير، وا لمصلحة.
ثم تحدث عن مزايا الدين، ودعائم الدولة في الإسلام، وتعاون الدين
والدولة، واستشهد بعصر صدر الإسلام، وبأيام الأمويين والعباسيين، ليصل
إلى القرن الخا مس الهجري، حيث يبدأ:
الطور الثاني: طور التباعد، وقد امتد حتى أوائل القرن الثالث عشر
120

الصفحة 120