كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

وعن معيشته في بيته، وعن معاملته لأصحابه، وعن خشيته دته، ومراقبته إياه،
وعن عبادته، وعن رياضته ونظافته، وعن مزاحه ومداعبته، وعن تواضعه
وسماحته، وعن رحمته وشفقته، وعن مشاركته للشعب في آلامه واَماله، وعن
زهده في الدنيا، وعن نفقاته وصدقاته، وعن عدله بين الناس، وشدته في الحق،
وشجاعته في الحروب، وحرصه على اداء رسالته.
ثم تحدث عن الرسول الكامل في اخلاقه، وعن الرسول المعلم استاذ
الحياة. . تحدث عن كل هذا، في صورة خاطفة اجتزا منها ما يدل على تمام
ا لصورة وحقيقتها، وا ستشهد على كل ما كتب من كتب الصحاح وا لسنن وا لسير0
ثم اورد افوال بعض المستشرفين والغربيين في الرسول الكريم!.
ثم تحدث الأستاذ عن الخلفاء الراشدين، فقدم تاريخ كل منهم في سطور،
قدم اسمه ولقبه، وبيئته، وجاهليته، وصفته، ثم إسلامه، ولمحات عن ابرز
ملامح خلافته، وابرز نواحي عَظَمَته، وكانت في ابي بكر إيماناً مطلقاً، وتضحية
في سبيل الله، وحزمأ، وعقلاً، وتواضعاً، وعفة.
وكانت في عمر: دفاعاً عن العقيدة، وشدة في الحق، وخضوعاً للقيادة،
ورحمة بالشعب، ويفظة في إدارة الدولة، وعبقرية في التشريع.
وكانت في عثمان، سخاءه العظيم في سبيل الدعوة، وإنفاقه عليها في
حيإة رسول الله مجيئ، وبعد وفاته، ما جعله يكاد ينفرد بذلك بين عظماء
الصحابة. وهناك صبره العظيم على البلاء الذي نزل به، وفرحه العميق حين
لا يرى معصية، وخوفه من الله، وحياؤه الذي تفرد به، وإيمانه الذي جعله ينظر
بنور الله، وزهده في حطام الدنيا، وذوقه الرفيع.
وكانت في علي فضائل كثيرة، حتى قال الإمام احمد: لم يُنْقَل لأحد من
الصحابة من الفضائل ما نُقل لعلي رضي الله عنه، ومن تلك الفضائل: علمه
الغزير، ورايه السديد، وشجاعته التي غدت مضرب الأمثال، وورعه وزهده.
وكان المؤلف يقف مع كل خليفة راشد موقفاَ يعلق به على ما كان منه ومن
125

الصفحة 125