كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

وفي عام 1873 م عقد أول مؤتمر للمستشرفين في باريس، ثم تتالى عقد
المؤتمرات التي تلقى فيها الدراسات عن الشرق وأديانه وحضاراته، وخاصة
الإسلام وحضارته ولغته العربية وآدابها بدوافع دينية تبشيرية وأخرى استعمارية،
وثالثة تجا رية، ورا بعة سياصية، وخا مسة علمية.
وقسم السباعي أهدات المستشرقين إلى ثلاثة أقسام:
1 - فهناك هدت علمي مشبوه، يهدت إلى التشكيك بصحة رسالة النبي
جم! حِ، ثم التشكيك بالإسلام، وبأنه دين من عند الله، والتشكيك بصحة الحديث
النبوي، والتشكيك بقيمة الفقه الإسلامي الذاتية، وبقدرة اللغة العربية على
مسايرة التطور العلمي، وتشكيك المسلمين بقيمة تراثهم الحضاري، وبث روح
الشك في فيمهم وعقيدتهم ومثلهم العليا.
كما يهدت إلى إضعات روح الإخاء الإسلامي بين المسلمين في مختلف
أقطارهم، عن طريق إحياء القوميات، وإثارة الخلافات والنعرات بينهم.
ويرى السباعي المنصف، أن ثمة صنفاَ قليل العدد من المستشرفين، ليس
لهم سوى هدف واحد، هو البحث العلمي، ودراسة التراث العربي والإسلامي،
وهؤلاء وقعوا في أخطاء علمية، واستنباطات بعيدة عن الحق، إما لجهلهم
بأساليب اللغة العربية، واما لجهلهم بالأجواء الإسلامية التاريخية، وهذا
الصنف أقل المستشرفين خطر اَ، ومن هذا الصنف مَنْ قادته دراساته إ لى ا لإعجاب
بالإسلام، ثم اعتنا قه، كما فعل الفنان ا لفرنسي (دينيه).
أما وسائل المستشرقين لتحقيق أهدافهم، فلم يتركوا وسيلة إلا
استخدموها، كتأليف الكتب، هاصدار المجلات الخاصة ببحوثهم عن الإسلام
والمسلمين وديارهم، وإنثاء المستشفيات والمدارس والجمعيات والملاجئ
والمياتم ودور الضيإفة.
ثم يتحدث السباعي عن أخطر تلك الصحف، واخطر المستشرقين
ا لمعاصرين، واهم كتبهم0
127

الصفحة 127