كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

وفي بحثه: (موازين البحث عند المستشرقين) يقرر أن أكثر هؤلاء
المستشرقين يضعون في أذهانهم فكرة معينة، ثم تصيدون الأدلة لإثباتها،
وحين يبحثون عن تلك الأدلة، لاتهمهم صحتها، بمقدار ما يهمهم إمكان
الاستفادة منها، لدعم اَرائهم الشخصية، وكثيراً ما يستنبطون الأمر الكلي من
حا دثة جزئية.
وضرب الأستاذ السباعي عدة أمثلة صارخة على هذا الذي وقعوا فيه،
بتسقط بعض الروايات المتهافتة.
وتحت عنوان: (مع المستشرقين وجهاَ لوجه في أوروبة) تحدث ا لسباعي
عن لقاءاته بعدد من المستشرقين هناك، أثناء رحلته العلمية إلى أوروبة عام
1956 م، وقد استغرقت ستة أشهر حافلة باللقاءات، والمحاضرات،
والحوارات، وقد ازداد إيماناَ واقتناعاَ بخطر المستشرقين على تراثنا الإسلامي
كله، تثريعياَ وحضارياً، لما يملأ نفوسهم من تعصب ضد الإسلام والعرب
والمسلمين.
وكان من أولئك المستشرقين الذين التفاهم في أوروبة، من كان من أركان
حرب الجيش البريطاني في مصر، خلال الحرب العا لمية الثانية، ومنهم القسيس
بلباس مدني، ومنهم القسيس الذي عاش رئيسأ للإرسالية التبشيرية في القدس
قرابة عشرين عامأ، ومنهم اليهودي الذي كان يعمل في دائرة الاستخبارات
البريطانية في ليبية، خلال الحرب العالمية الثانية، وكثير من هؤلاء يعملون في
الدوائر الاستعمارية. واكثرهم لا يعرفون من اللغة العربية إلا القليل، ثم هم
يفتون في كبريات القضايا بأحقاد، منها الدفين، ومنها الظاهر للعيان، فتأتي
دراساتهم مدخولة متحاملة مدسوسة، موجهة ضد الإسلام والمسلمين، فهم
أداة هدم للإسلام، وتشويه لسمعة المسلمين.
هذا في أوروبة.
"أما في أمريكة، فالاستشراق فيها الَان، يمثل ذروة العداء للأسلام
128

الصفحة 128