كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

ونصائحه عن المعتقلين معه، كما شهد بذلك بعض من كانوا معه، وتأثروا به،
وملؤوا فراغ السجن بالعلم والعبادة على يديه.
وبعد الإفراج عنه، وعودته إ لى مدينته حمص، قاد المظاهرات الحاشدة،
وخطب في المتظاهرين، وحرضهم على الئورة المسلحة، وتخليص البلاد من
المستعمرين الفرنسسِن في سورية، ومن الإنكليز واليهود في فلسطين. ولأنه
انقطع عن الدراسة في مصر بسبب إخراج الإنكليز إيا 5 منها، لم يقعد السباعي في
بيته عاطلاَ عن العمل، بل باشر التدريس في عام 1944 م، درس مادتي اللغة
العربية، والتربية الإسلامية في ثانويات حمص، ثم انتقل إلى دمشق، فأسس مع
لفيف من إخوانه المربين، المعهد ا لعربي ا لإسلامي، وكان ا لسباعي أول مدير له،
ئم فتحوا لهذا المعهد الذي كان يضم الروضة والابتدائي والإعدادي والثانوي،
للذكور وللإناث، كلاَ على حدة، فتحوا له فروعاَ في عدد من المدن ا لسورية، في
درعا، وحمص، وإ د لب، وحلب.
وكان السباعي، الطاقة المتفجرة - يعمل في أكثر من ميدان من ميادين
الحياة الاجتماعية، فأسهم في تأسيس عدة جمعيات خيرية هاسلامية، أسس في
حمص (الرابطة الدينية) وفي دمشق (جمعية شباب محمد -شَ) و (جمعية الشبان
المسلمين). .
وبعد عودته من مصر، أسهم مع عدد من إ خوانه في تأسيس جماعة ا لإخوان
المسلمين في سورية عام 1945 م وكان أول مراقب عام لها، فقد انتخبته الهيئة
التاسيسمية للجماعة مراقبأ عامأ لها مدى الحياة، وبايعه الإخوان على ذلك، فقاد
الجماعة بحكمة وحنكة، وبذل في سبيلها كل ما يملك من مال وجهد وسهر،
وضع برامجها، ونظم صفوفها، وكان قائداَ فذاَ في تاريخ القادة والزعماء.
وفي العام نفسه 1945 م قاد الثورة المسلحة على الاستعمار الفرنسي في
مدينته حمص، وقاد المظاهرات الصاخبة فيها، وأطلق الرصاصة الأولى، إيذانا
بالكفاح المسلح، حتى يتحقق النصر، ويجلو الاستعمار عن أرض الوطن، وقد
تم الجلاء في 17/ 4/ 1946 م.
13

الصفحة 13