كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

والقهر والغلبة، بل عن طريق الخير والسمو، عن طريق الطهر والتسامي، عن
طريق الصلاة ".
وبعد أن يوجز وقائع الهجرة حتى الاستقرار في المدينة، في الفصل
الرا بع، في إحدى عشرة فقرة، يتوقف عند الفقرة ا لأخيرة ا لتي تضمنت ا لوثيقة ا لتي
وادع فيها اليهود، لأنها تتضمن المبادى التي قامت عليها اول دولة في الإسلام،
وكانت تسعة عشر مبدأ، استخلصها بحسه الدقيق، وذكائه الحصيف، وعلمه
العميق، ونظراته الثاقبة، وتفكيره الحر الذي استنبط تلك المبادى الرائعة، من
تلك الوثيقة الدقيقة الشاملة.
وش! تخلص السباعي الدروس المستفادة من تلك الحوادث، ومنها:
حاجة الدعوة إلى النساء، لأن المرأة إذا آمنت بشيء، لم تبال في نشره، والدعوة
إ ليه، مستهينة بكل صعوبة، وتعمل على إ قناع زوجها وأولادها به، وهذا يعني أ ن
الحركة الإسلامية ستظل وئيدة الخطا، ضعيفة الأثر في المجتمع، حتى تشترك
فيها المراة، فتنشئ جيلاً من الفتيات على الإيمان، والعفة، والطهارة. . يجب
ان نعمل على أن تحمل الفتيات والزوجات لواء الحركة الإسلامية في أوساط
النساء، وهن اكثر من نصف الأمة.
ومن تلك الدروس، أن اليهود هم هم في كل زمان ومكان، يتملقون
وينافقون في المجتمع الذي فقدوا السيطرة عليه، ويأكل قلوبهم حقد اسود على
من يسلبهم زعامتهم على الشعوب، ويحول بينهم وبين سلب أموالها باسم
القروض، وسفك دمائها باسم النصح والمشورة، وينتهون من الحقد إلى الدس
والمؤامرات، ثم إلى الاغتيال إن استطاعوا.
وتحدث في الفصل الخامس عن بعض المعارك الحربية التي خاضها
الرسول القائد ىلَخيم. تحدث عن إحدى عشرة غزوة وسرية من أصل ست
وعشرين غزوة، وثمان وثلاثين سرية، هي مجموع معاركه الحربية. تحدث عن
غزوة بدر، وأحد، وغزوة بني النضير، والأحزاب، وبني قريظة، والحديبية،
وخيبر، ومؤتة، وا لفتح، وحنين، وتبوك.
131

الصفحة 131