كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

مرهوبة الجانب محترمة الكيان، تؤدي دوراَ خطيراَ في صيانة السلام في العالم،
وتوفير الرغد والأمن لشعوبه.
إن تعاون العرب مع العالم الإسلامي لا يضيرهم، بل يجعلهم في مكان
القيادة لهذا العالم الفسيح، وهي قيادة لا يستهين بها إلا من جهل قدر نفسه
وأمته ونإءت كواهله بحمل اعباء المجد ودفع ثمن الخلود.
والجماعة تعتمد في الوصول إلى أهدافها على عنصرين:
1 - عنصر الأخلاق: وهو عنصر لابد منه لكل حركة إصلاحية ولكل نهضة
عامة، ونعتقد أن أحداَ لا ينازعنا في خطورة هذا العنصر وضرورة الاستعانة به
في نهضتنا الحاضرة.
2 - عنصر الدين: وهو عنصر لانعتقد ان نهضتنا تنجح بدونه، وأن مبادئنا
وأهدافنا الإصلاحية تنجح بدونه. . وفي حقول التجربة التي مرت بنا خلال
نصف قرن ما يؤكد لنا صدق هذا الاتجاه.
فالإسلام في عقائده: علمي يتبع اصدق الوسائل في الوصول إ ليها.
وفي أخلاقه: مثالي واقعي يدعو إلى الأخلاق الكريمة التي تنسجم مع
غرائز الإنسان، ومع الحياة الكريمة التي يحتاج إ ليها.
وفي تشريعه: مدني علماني، يضع القوانين للناس على اسإس من
مصلحتهم وكرامتهم وسعادتهم، لافرق عنده بين أديإنهم ولغاتهم وعناصرهم،
ويعمل على إيجاد التوازن بينهم كأفراد وجماعات يعيشون في الوطن الواحد،
وكدول يجاور بعضها بعضاَ، ويجب ان نعيش في جو من التعاون على خير
الإنسانية وسعادتها، وبذلك اعترف مؤتمر القإنون المقارن الذي عقد في لاهاي
عام 1936 م، كما اعترفت بذلك هيئة الأمم حين جعلت التشريع الإسلامي
مرجعأ من مراجع القإنون لمحكمة العدل الدولية، وكما أقر ذلك دستورنا
السوري في الفقرة الأولى من مادته الثالثة: الفقه الإسلامي هو المصدر الرئيسي
للتشريع.
144

الصفحة 144