كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

إن لها مدارسها، وأنديتها الرياضية، وندواتها العلمية، وصحفها، ومطابعها،
ومستوصفاتها، وشركاتها، وذلك كله دليل فهمها للحياة التي تعيش فيها،
ومسا يرتها لتطور ا لفكر ا لإنسإني وتقد م ا لحضارة في مختلف نواحيها.
ثالئأ- أنها شاملة: أي أن دعوة الإخوان المسلمين لا تقتصر في إصلاحها
على ناحية في المجتمع دون ناحية، بل هي تدعو إ لى إ صلاح العقيدة كما تدعو إ لى
إصلاح الخلق، وهي تحاول إصلاح العامل كما تحاول إصلاح العالم، وهي
تكافح فساد السياسة والحكم كما تكافح فساد الأسرة والمدرسة، وهي تهتم
بالمصنع كما تهتم با لمسجد، وهي تعنى بالقرية كما تعنى با لمدينة.
مظاهر الأوضاع السيئة في مجتمعنا:
1 - فسا د ا لعقيدة: فقد طمست آثار ا لعقيدة ا لإسلا مية ا لصا فية ا لتي كا ن عليها
رسول الله ط وصحابته والسلف الصالح من بعدهم، وهي العقيدة التي حررت
ا لعقول من آئار الخرافة، وحررت القلوب من أوضار الشهوة، وحررت ا لنفوس
من مظاهر البلادة، ف! ذا المسلم الأول من أوصمع الناس عقلاَ، وأطهرهم قلباَ،
وأكرمهم نفسأ، دماذا المجتمع عزيز كريم لا أثر فيه للخرافة ولا للجهالة
ولا للكسل والغفلة، وعقيدة المسلم اليوم قد اعتراها من الفتور والجهالة،
وا لخرافات ما جعلها باهتة عا جزة عن رفع مستواه ا لفكري وا لنفسي وا لاجتماعي،
فلا بد من العودة إلى الإسلام كما جاء به كتاب الله وسنة رسوله عئَ، وكما فهمه
ا لسلف الصالح فكا نوا به خير أمة أخرجت للناس.
2 - فساد الأخلاق: فقد أصبح المجتمع يئن من هذا الانحراف الشائع في
أخلاق الجماهير على اختلاف درجا تها في العلم والمكانة. إن انحراف الأخلاق
ليبدو في السياسيين كما يبدو في التجار، ويشيع في المتعلمين كما يشيع في
الجها ل، وينتشر في الفقراء كما ينتشر في ذوي الغنى واليسار، ولا تجد إنسإنأمهما
كان دينه وثقافته ومكانته إلا وهو يشكو لك من فساد الأخلاق وخراب الذمم
والاستخفاف بالمثل الأخلاقية العليا. . وما عهدنا في التاريخ قديمه وحديثه أمة
عزت وكرمت وسادت إ لا باستقامة أخلاقها، ولا أمة انهارت وضعفت واندثرت
إ لا بانهيار أخلاقها.
148

الصفحة 148